فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قبل أن نحكي عن موضوع أطلنا الفضول فيه، وهو الاستقلال الزراعي الذي هو أساس الاستقرار السياسي، لا بد أن نسأل: هل الاستقلال الزراعي لدى أصحاب النظرية المعاد إنتاجها: الرؤية الوطنية موضوع كبرنامج حبيس الأدراج؟! أو بصيغة أخرى ما هو مفهوم معالي الأخ وزير الزراعة للرؤية الوطنية الزراعية؟
إن العمران يزحف على المساحات الزراعية، وإن المنطق صحيح إذا داهمت هذه الشجرة الخبيثة «القات» حقول السنابل وغيرها من المزروعات، فحصاد 3 شجر قات يسد حاجة حقل مترامي الأطراف من الشعير والبطاط.
بحاجة لعزيمة «ماو تسي تونج» الذي أصدر قانوناً يحرم تناول المخدرات، فلقد كان المخدر في الصين كالماء والهواء، كالشاي الصيني، يتناوله الصغار والكبار، بل كان الرضيع إذا أفرط في البكاء تقوم الأم بإلهائه بجرعة هروين.
نحتاج في اليمن لقرار شجاع استراتيجي يسير في اتجاهين: الاتجاه الأول: استبيان يرصد مساحات زراعة القات والقيام بتوفير الضروري للمزارعين الذين سيتضررون من قلع قاتهم وإدماجهم في برنامج إنتاجي يخرجهم من فراغ الهموم الذي سيدخلهم في مصيبة الجوع ومشكلات اجتماعية أخرى، فشجرة القات تقوم بإنجاز علاقات اجتماعية وصحية وتقدمية كالزواج والتطبيب وغرامات أخرى والتعليم وهو الاتجاه الثاني!
بعبارة ثانية لم تعد الدولة تقوم بواجباتها إزاء المواطن، فلا مجانية تعليم ولا تطبيب ولا تغذية... أي أن مداخيل القات أصبحت تغطي أو تؤدي ما لم تؤده الدولة، وذلك يؤدي إلى التفكير في «البديل» قبل الخطوة الشجاعة التي تهدف إلى «التنكيل» بهذه الشجرة التي يتعبد بها كثير من اليمنيين.
إن عندنا في اليمن أكثر من «ماو تسي تونج» عزيمة واستراتيجية، وأكبر برهان هذه القيادة التي انتصرت في حرب كونية وصمدت أكثر من سبع سنوات بكل شجاعة وإقدام ليس لهما نظير في الدنيا.
وكما انتصر شعبنا في انتزاع استقلال قرارنا بتشكيلاته المختلفة، فإنه قادر على إخراجنا من ظلمات القات إلى نور الحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات