فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بديهي ومنطقي أن ينزعج غير قليل من اليمنيين والأجانب من الجهود المبذولة لإنهاء الحرب والعدوان على اليمنيين، فهناك يمنيون تقدميون ورجعيون، علماء وجهلاء، قارئون وأميون، ولأول مرة هالتهم هذه المبالغ الأسطورية التي -حتى الآن- لم يستطيعوا عدها، كما كنا أطفالاً نحلم أننا نلم أقراص النقود تلمع بين أصابعنا ولا نستطيع أن نعدها حتى إذا جاء الصباح أسقط بأيدينا فحقت الحقيقة وأدركنا حق اليقين أن حلماً كان ما رأيناه وليس أكثر!
إن الزعماء الذين ظهرت عليهم نعمة السعودية والإمارات وقطر يعيشون دون شك أحلاماً غير التي كنا نحلمها صغاراً، فقد يعيشون حين ينتهي العدوان البغيض مواطنين ويعودون سيرتهم الأولى فقراء كإخوانهم وأشقائهم اليمنيين الذين يفترسهم الفقر والمرض، وكثير من مسؤولي الدولة الذين لا يرقبون في مسؤوليتهم إلاً ولا ذمة.
بديهي أن ينزعج أهل اللجنة الخاصة حين يكف العدوان عدوانه، لأنهم وبهم سيكفون عن هوايتهم أو لعبة طالما أتقنوها، وهي صياغة التقارير ووضع الإحداثيات. فمن الصعب والصعب جداً أن يستحيل العالم إلى مخبر لأعداء أمته ووطنه، ومن المحال أن يكون الإنسان -أي إنسان- أدنى من حيوان إلا إذا أصبح رهن إشارة عدو شديد الحقد والعداوة لأبناء اليمن.
لقد ظهرت سوءات كثير من الذين كانوا هم ذروة النخبة في مجتمع اليمن، شمالاً وجنوباً، علماً وفضلاً ووجاهة، ولكنهم خيبوا آمالنا. لقد كنا نصلي وراء هذا العالم الذي اشتهر بنصائحه الدعوية، داعياً إلى الورع والزهد والتقوى واطراح الدنيا وإعلاء الآخرة، بل كان من الصعب ألا يقدم إماماً يؤمنا في أي فريضة ما دام موجوداً، بل وكنا إذا رأيناه دخل المسجد هرعنا إليه ليكون ليس في الصف الأول وحسب وإنما في القبلة. وظهرت سوأة هذا الحزبي الذي كان يحتكر صفة التقدمية ويعتبر حتى أعضاء جماعته الحزبية رجعيين أو في أحسن الأحوال تحريفيين يخدمون الرجعية والإمبريالية والاستعمار، ماثلة في المملكة السعودية ودول الخليج بخاصة. ولو لم يكن من فوائد الحرب والعدوان إذا ما رجعنا للمثل العربي "رُب ضارة نافعة"، إلا أن هناك لجنة خاصة عملت قبل الحرب وحتماً ستعمل بعد الحرب على تدمير اليمن من إذكاء للطائفية والمذهبية والعنصرية، ولكن هذه الوساخات سترمى في زبالة مهملات الوعي الوطني واليقظة الرائعة التي ظلت من أسباب انتصار شعبنا اليمني العزيز والكريم للأبد.

أترك تعليقاً

التعليقات