فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كان الكاهن "علي فاسد" يقر بحقيقة أن هناك متربصين بالوحدة اليمنية، وأن هؤلاء المتربصين عاقدو العزم على تشظية الجنوب وتفتيته إلى دويلات على غرار دويلة الإمارات غير المتحدة، بل "اللاعربية". وما يحدث الآن في الشطر الجنوبي من الوطن يصدق قول الكاهن "صالح" الذي يكذب في عشر ويصدق في واحدة. قتل وتدمير وثورات وتشطير، فعلاً من آثار هذا ما يستحق اللعنات الغضبى، على مستوى أن ترشح بعض أحياء عدن "المحررة" لتكون أوطاناً مستقلة، فالتواهي دولة وخور مكسر دولة والمعلا دولة وكريتر دولة... ومع أن الجنوب وعاصمته عدن قد "تحرر"، كما يقول هذا الرجز الأثيم، فمن ماذا تحرر؟! سلوا أبناء عدن، وسلوا أبناء تعز "المحررة"، وسيجيبونكم مؤيدين بحقائق واضحة، أن كلا من عدن وتعز تحررتا من الأمن والاستقرار جنباً إلى جنب مع الكهرباء والمياه والسكينة العامة. فالقتل جهاراً نهاراً يطال المقدسات حتى المساجد، والاغتصاب يطال الحرائر وحتى الرجال، والنهب يطال الدكاكين وحتى البيوت، ولم يعد هناك حرمة لأحد. والأشد إجراماً أن كل يمني يعتقد جازماً أنه إذا خرج لا يعرف هل سيعود أم لا! ذروة الخوف والهلع والجزع والرعب... وأصبحت هاتان المدينتان "المحررتان" تعيشان أفلاماً من الـ(Action) بلغة أفلام الرعب.
قلنا من وقت قريب إن أعراب الخليج ليس عندهم ديمقراطية حتى يأتوا لنا بالديمقراطية، وليس لهم عدالة حتى يحررونا من الظلم، بل إنهم يقتلون مواطنيهم إذا نادوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قاموا بمصادرة أموال مواطنيهم بمن في ذلك الأقربون. إن الواضح جداً في رابعة النهار وسرقة الظلام أن الحجج التي يبديها الأفاقون بدون ضمائر وعديمي المواهب من الخوالف والخوارج هذه الحجج أصبحت بلا قلب وبلا شرف، بل لقد استبدلوا السمع والبصر والضمير بالريال السعودي والقطري والدرهم الإماراتي، وأصبحت أبواب القصور الخليعة مقفلة أمام دراويش اليمنيين، تصور لنا ما كان يحدث أمام قصور الخلفاء والأمراء العباسيين من أرتال الإماء الجواري عارضات الجنس واللحم الرخيص... ولعلهم لم يقرؤوا المثل العربي: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".

أترك تعليقاً

التعليقات