فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أرجو، وهو رجاء كل يمني، ألا تكون لجان استقبال «التوابين» من إخواننا العائدين إلى الصف الوطني وسيلة وعبئاً إضافياً لاستنزاف صندوق الدولة. فمن المؤكد أن هذه اللجان تعطى مخصصات لزوم بدل الأسفار والتصوير وبدل تصريحات... الخ، فعشرات الملايين الخاصة باللجان نأمل أن تمنح للعائدين لتسوية أوضاعهم.
لقد كان أحدهم قائد مدفعية في جبهة خيانة وطنية، وعند إجابته على سؤال تلفزيوني عن سبب انضمامه لبرنامج المرتزقة قال إن الحالة الاقتصادية البائسة تعد ضمن دواعي لجوئه لجبهة الخيانة، وهو برتبة عميد، ومما لا يخفى على لجان بدل السفر للإشراف أن غير قليل من القادة العسكريين إنما يعيش القائد العسكري بريق ماء وجهه بين دائرة وأخرى بين يدي «عسكور» صغير يعبث به ذهاباً وإياباً يراجع على ترقيته المستحقة ردحاً من الزمن، مع أن هناك مكتباً اسمه شؤون الضباط خصص لغرض إعطاء الضباط حقوقهم بشكل تلقائي زمن وجوب هذا الحق!
بعبارة ثانية إن من بين أسباب لجوء ليس قيادات عسكرية وحسب، بل وجنود، إلى المرتزقة هو ردة فعل على معاملة سيئة لهؤلاء الجنود والضباط. وبعبارة ثالثة وخامسة عشرة لا بد أن تتجه الدولة وهي تستقبل العائدين «التوابين» أن توفر الضروري من الحاجات لهؤلاء كيلا يلوذ العائد من جديد بحضن الأعداء، وعلى الدولة أن تخلي عهدة المشرفين على استقبال العائدين الذين نقدر أنهم قد استلموا مبالغ ربما يستلمونها لتوطين العائدين وإنما وطنوا بها جوعهم الذي لا ولن يشبع. إن هذا ليس اتهاماً لهذه اللجان، ولكن من باب الفضول والتذكير!

أترك تعليقاً

التعليقات