فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الأخ المحترم «فضول تعزي»، أسلم عليك باعتباري فضوليا آخر من التي -كما قلت في هذه الزاوية- كانت تسمى «تعز»!
هل عندك أو عند صحيفتك الشجاعة الكافية لتنشروا هذه المقالة، التي -وأقول الحقيقة- أحببت أن أمليها بالتلفون، تلفون من الشارع، كيلا أسجن أو أتعرض للأذى؟
جسمي زاد هزالاً من الجوع والفاقة والخوف من مليشيا علي محسن وصحابته وتابعيه... أولاً هل تسمع أيها الفضولي المحترم بواحد اسمه (...) المخلافي، قريب واحد اسمه حمود المخلافي؟! هل تسمعون عن واحد اسمه أبو العباس؟! هل تسمعون عن واحد اسمه عارف جامل؟! هل تسمعون عن واحد اسمه منصور الأكحلي؟! هل سمعتم عن... وعن... وعن...؟! وقبل أخيراً: هل سمعتم عن محافظ محافظة اسمه زوراً وكذباً «نبيل»، لا يراه أحد إلا طالع نازل عدن يشحن باصاته بالعملة المكللة بصور بني سعود وآل فجيعة (آل خبيثة) وأولاد ناقص؟!
نعم، هذا همي الأول، فلقد كان لي بيت من زنك وخشب في منطقة عصيفرة (المنكوبة). أرسل لي المدعو صهيب المخلافي واحداً من «بنادقته» يحذرني من المكوث في البيت، لوقوعه في «منطقة اشتباك»، مما جعل أم أطفالي «تزن» عليّ صباح مساء بالمغادرة، فلم ألقَ سكنا بـ25 ألف ريال إلا في منطقة «صالة»، التي استقبلتنا أول ليلة برعود من القصف العشوائي الذي بطلاه وطرفاه السلفيون والإصلاحيون، وقذائف مدفعية تصل من جبل جرة والمطار القديم. ثم إني لم أعد تاجراً كما كنت أبيع الكراث والبقدونس والتفاح؛ لأني أخشى «الشهادة» التي عمت كثيراً من أبناء صالة!
راجياً يا فضولي أن تسألهم: لماذا لا أرجع إلى بيتي في عصيفرة كيفما كان؟! على الأقل أفتجع أنا وأطفالي دون أن أدفع إيجاراً، ودون أن ترشحني رصاصة للشهادة؛ فمن سيكون لأطفالي الخمسة إذا استشهدت؟! أما إذا أردت يا «فضول تعزي» أن أضيف إلى الشعر قصيدة فأحيطك علماً بأن أهل تعز من عصفيرة حتى كلابة أصبحوا يدفعون لـ»المقاومة» مبالغ مقابل حماية بيوتهم التي أصبحوا هم يسكنونها بدلاً من أهلها الحقيقيين! ولقد قام هؤلاء «المقاومون» ببيع أبواب هذه المنازل ونوافذها، حتى أنهم باعوا البلاط وأسلاك الكهرباء ومواسير المياه! هل تصدق أن مواطناً تعز لم يخشَ الجوع الذي لا يستطيع له دفعاً قدر ما يشعر بالخوف وعدم الأمن هو وأطفاله، وأنه لم يعد يحلم بدجاجة لأنها أصبحت تساوي ثمن كبش أيام زمان، ولم تعد المشافي تعمل لأنها أصبحت ملاذاً للصوص والمليشيات والجرحى والقتلى؟! أين «أنصار الجن» ينقذوا هذه المدينة البائسة من الخوف والجوع؟! هل تسمع أو سمعت أن «المقاومة» أصبحت تبيع بعض البيوت المحتلة ببصائر مزورة؟! هل...؟! وهل...؟! من جديد يا أنصار الله، غيروا علينا بحجر الله!

أترك تعليقاً

التعليقات