فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

بين لفظي "التضييع" و"التطبيع" اشتراك صوتي أو جناس بديعي. وكما يقول أهل البلاغة، فإن هذا الاشتراك الصوتي يدل على معنى واحد، فكلاهما متلابسان، فالتطبيع هو التضييع، أو على الصحيح أن أمتنا ضائعة أو طائعة أو أي حسابات وطنية أخرى.
إن المسألة تكمن في وضوح المصطلح أو عدمه. ودائماً يحاول طرفا القوة أن يستخدم المصطلح كيفما يريد، يستخدم اللغة كيفما يريد -ترامب أنموذجاً. في أغسطس 1967 انعقد المؤتمر الخامس للقمة العربية في مدينة الخرطوم عاصمة السودان، وصدر البيان الختامي للقمة متضمناً لاءات ثلاثاً (لا صلح ولا اعتراف ولا ومفاوضات مع "إسرائيل"). ومن المفارقات أن يكون السودان اليوم ضمن المطبعين مع الكيان "الإسرائيلي". ولقد يكون مناسباً أن نشير إلى أن منا بذات حقيقية بين جهات القمة حينها كانت ومن خلال أطراف الحضور في الخرطوم تذهب إلى أن يقوم العرب فيستخدموا السلاح بشكل جماعي لضرب الكيان "الإسرائيلي"، أو الخيار الآخر وهو ضرب "إسرائيل" كل حسب إمكاناته. واقترحت السعودية محاصرة هذا الكيان الغاصب اقتصادياً، واقترح جمال عبدالناصر اللاءات الثلاث، ووافق الجميع، مع علم الجميع أن هناك قيادات حضرت القمة فطبعت مع الكيان "الإسرائيلي" من أول يوم نشأ هذا الكيان الغاصب، وعلى رأسهم السعودية والأردن وتونس وإمارات الخليج بشكل سري يقترب من العلني، بل إن الملك حسين بن طلال كان يعلم أن رفاق القمة يعلمون أنه كان يُطلع "الإسرائيليين" على كل شيء، كل يوم بيومه، سواءً على مستوى القمة أم على مستوى آخر. ولما سئل واحد سوداني اليوم عن سبب هذه الهرولة ومن القيادة الإخوانية السودانية بالذات، قال: لقد خذلنا العرب، فطوال فترة الحصار على السودان لم يساعدنا أحد!... وهو تبرير تلك الغانية التي وخوفاً من موت أطفالها من الموت جوعاً لاذت بسلوك حقير لتطعم أطفالها.
لقد بادرت الإمارات للأسف إلى إظهار علاقتها بالكيان "الإسرائيلي" من زمن بعيد، وقام الماسونيان الخليجيان أنور قرقاش ومحمد بن زايد بتثمين العلاقات مع الصهاينة من اليوم الأول من إعلان وجود الإمارات، كما قام الماسوني الفلسطيني محمد دحلان الذي سرق 30 مليون دولار من الدعم الدولي لفلسطين واضطر المجنون خليفة بن زايد أن يدفع للقيادة الفلسطينية المبلغ كيلا يبوح بأسرار العلاقة بين الإمارات وأبو مازن والكيان "الإسرائيلي".

أترك تعليقاً

التعليقات