فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

شعرية العمل الأدبي هي ركن ركين وبنية أساسية من البنى الخمس التي يقوم عليها إنجاز القصيدة الشعرية، فالقصيدة تقوم على بنية اللغة في حاليها: الإفراد والتركيب، والإفراد يعني اللفظة، والتركيب يعني الجملة والعبارة. أما البنية الثانية فهي الموسيقى، والتي تتكون من الوزن والقافية -بحسب القدماء- أو الموسيقى الداخلية من حيث الاتساق والمواءمة بين الألفاظ والعبارات - بحسب النقد الحديث، ليشكل "البديع" في الغالب هذه الموسيقى. أما البنية الثالثة فهي الصورة، التي تعتمد على 3 بنى رئيسية خاصة بها، هي التشبيه والاستعارة والكناية، وهو ما يقصده أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ حين قال: "وإنما الشعر ضرب من النسج وجنس من التصوير". وتأتي بنية أخرى هي بنية الفكرة، وهي مقول القصيدة، أي الموضوع الذي تقوله القصيدة. فالقصيدة لا بد أن تحتوي على موضوع هو رسالة الشاعر إلى المتلقي، أن تقول القصيدة فكرة. أما البنية الخامسة فهي التجربة الشعرية، وخلاصة ما تؤديه التجربة الشعرية عند مجموعة النقاد إحداث هزة لدى المتلقي، كقول الشاعر القديم: 
وإني لتعروني لذكراكِ هزةٌ
كما انتفض العصفور بلله القطرُ 
التقدمة الطويلة تشكل مفهوماً ظل أو على الصحيح يظل يتعمق عندما أقف على عناوين صحيفتنا "لا"، لا لينتفض شعوري "كما انتفض العصفور بلله القطر" وحسب، بل لأن كل حرف في "لا" طلقة نارية، وكل عبارة ثورة، تصنع العبارات ما تصنعه الجهادية من شجاعة وإقدام وحماسة أربكت أمريكا حتى أصبحت تذرف الدموع -حقيقة لا مجازاً- على جنازة السلاح الميت الذي لم يعد يخيف حتى العصافير في أعشاشها المهترئة!
إن "لا" ناجحة لأنها توازي حركة أقدام المجاهدين الحافية، تدك مواقع الأعداء، تستشرف أول درجة في قصور الرياض. ومن باب المروءة تقتصر وحسب على تدمير الـ"إف 35" في مرابضها اللائذة بالخوف المندهش والذاهل، تطمع أن يكون لها نصيب في الهرب مما يجعل خيام البدو لم تعد توفر الأمان للطيارين المغاربة ولا المشارقة، بمن فيهم "الإسرائيليون".
إن "لا" لا تقل أهمية عن الطيران المسير الذي ظل وأمسى وأصبح يدك قواعد العدوان في الرياض وما بعد الرياض. وإذا كان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعر المجاهد حسان بن ثابت: "اهجم ومعك روح القدس"، فإن الآية تتكرر من خلال الشاعر المجاهد صلاح الدكاك، حفيد الأنصاري حسان، ليرسم صلاح طريق النصر، الذي وبحق غيّر قواعد الاشتباك الصحفية، لتغدو "لا" منصة صاروخية تزلزل ما بعد الرياض.
فبورك من في "لا" ومن حولها، ليمضوا في طريق النصر ودك أوكار المعتدين.

أترك تعليقاً

التعليقات