فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

أشرنا في مقالة سابقة إلى أن السعودية تقدم دعماً مالياً للكيان "الإسرائيلي"، وفي إضافة للميزانية لبى السعوديون توجيهات الملك فيصل الذي اشترطت عليه أمريكا أن يضيف للميزانية مبلغاً يساوي 100 مليار دولار أمريكي مقابل رفض السعودية لاستمرار سريان النفط دعماً للمجهود الحربي عام 1967، وبهذا أسهمت السعودية في إنجاح الحرب التي أفادت منها مصر في استعادة قناة السويس واكتسح فيها المصريون خط الجنرال "بارليف" في الساعة الـ2 والنصف من ظهر يوم 6 أكتوبر، فقد قام السعوديون بدعم الكيان "الإسرائيلي" قبل وأثناء وبعد الحرب بالمبلغ المذكور، وحاول الملك فيصل استرحام جولدا مائير، رئيسة وزراء الكيان الصهيوني، بقوله: "لا نستطيع دفع مبلغ آخر غير المليار دولار، لأن علينا التزامات تنموية، وبعد سنة سنحاول أن نساعد بالمطلوب". والحقيقة التاريخية أن الملك المؤسس عبدالعزيز قد كتب توجيها بخط يده بمنح فلسطين للمساكين اليهود! أما أبناؤه ابتداء من الملك سعود حتى سلمان فإنهم متكفلون بمنح نصف ميزانية الكيان "الإسرائيلي"، ومثلهم تدعم الكويت والإمارات هذا الكيان بمئات المليارات وبتوجيه أمريكي.
كان اليسار العربي يتقصى هذه السياسات "العبودية" ويفضح دول الخليج الملتزمة بالدفاع عن هذا الكيان الغاصب شكلاً، أما موضوعاً فإنهم لم يعودوا يتعاونون سراً، بل أصبح تلميذ الغرفة الماسونية الملك محمد الخامس يباهي بصداقته لليهود، وتلقى دعوة إلى "تل أبيب". ونرى اليهود -من خلال كوشنر صهر المربوش ترامب- يطور العلاقات اليهودية العربية، ويأخذ على عاتقه نمو هذه العلاقات وفق سياسة عهد ترامب الذي يدعم محمد بن سلمان الذي -وبتوجيه من ترامب- أصبح يفرض الجزية على رجال الأعمال العرب مئات الملايين من البقرة الحلوب الصفراء، وسيستمر الأمريكان بحلب الناقة والبقر حتى إذا أشرفت على الهلاك أكل اليهود لحمها.
في ملف العلاقة مع اليهود حقائق كثيرة لا ندري متى ستُفتح. 
والله من ورائهم محيط.

أترك تعليقاً

التعليقات