فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من أهم وظائف المسرح عند الفيلسوف اليوناني أرسطو، تلميذ أفلاطون (ق. م)، «التطهير»؛ فمسرح أرسطو يعمل على تطهير نفوس المشاهدين من أوظار الشر والسلوك المعوج. ومن اللافت ونحن نشاهد العمل المسرحي أننا ندرك هذه الصلة الوشيجة بين الأجناس الأدبية، تتداخل هذه الأجناس بعضها في بعض، فتمسرح القصيدة، وتشعر المقالة، وتروى الملحمة...
لقد شيد اليونانيون والرومان مسارح في كل مكان وصلوه أو استعبدوه واستعمروه؛ لأنهم فيما يبدو اعتبروا المسرح فناً دعائياً لسطوتهم والتمكين لسلطتهم، وليكون العمل المسرحي قادراً على توصيل نظريتهم في الحكم. ولا بأس أن نشير إلى أن للمسرح دوراً تنويرياً للعقل الشعبي والقدرة على تشكيل الوعي العام.
ونحن في اليمن بأمسِّ الحاجة لهذه الوظيفة المسرحية الأرسطوية؛ لأن كثيراً من الأوظار السيئة على مستوى الفرد والجماعة لا تزال تشكل سلوكنا العام والخاص، ولما يزل العقل البدائي هو السيد السائد.
ولم أدرك الأسباب التي حالت دون ازدهار المسرح في بلادنا، حيث الإسقاط النفسي قادر على تصحيح المسارات والسياقات العامة والخاصة. وعندنا الكثير من الكوادر، سواءً التي اختصت بالمسرح دراسة وتقنية أو تلك التي اتخذت المسرح هواية وحرفة.
لقد تابعت مسلسل «حاوي لاوي» بشغف، لا لكونه يمثل طرفي نقيض بين إنسان خَيِّر (بفتح الخاء، وتشديد الياء المكسورة) هو «عَبُّود»، وشخص «فتنوي» انتهازي شرير هو «مطلوب»، يثير الفتن بين أهل القرية ولا تطيب له الحياة إلا إذا أحدث مشكلاً أو ما يثير الإزعاج. و»مطلوب» هو شخصية مركزية تدور حولها الحبكة الأساس، تخدم هذه الحبكة شخوص أخرى مثل «فايز» و»قايد»، مثالين للغباء والبلادة، يثيران الضحك ويساعدان على أن تسير الدراما سيراً منطقياً مترابطاً.
في بلادنا مواهب درامية ممتازة قادرة على معالجة كثير من المشكلات بواسطة فن متميز ومتقدم.

أترك تعليقاً

التعليقات