فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يُعرف الشعار بأنه جملة أو عبارة أو علامة «سيمولوجية» تدل على فكرة دينية أو سياسية أو اجتماعية، وتقوم جماعة أو فرد ما بالترويج له كما يروج لبضاعة ما. وهناك حكاية طريفة في تراثنا العربي: يُقال إن بائع خُمُر (جمع «خِمار» وهو من ثياب النساء) كسدت بضاعته يوماً وخاب أمله، فحاول أن يروّج لهذه الخُمُر، فصاغ قصيدة شعرية رفع بها صوته، ومنها:
قل للمليحة بالخمار الأسودِ
ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبِّد
قد كان شمّر للصلاة ثيابه
حتى وقفتِ له بباب المسجد
رُدِّي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه، بحق دين محمد!
فما إن سمع النسوة هذا الشعر أقبلن يَبْتَعن بضاعته حتى نفدت. 
وفي عدد سابق كنت قد ذكرت أن دعايات «الكولا» و«البرجر» يتصدران أخبار الزعماء السياسيين في أوروبا وأمريكا.
تعمل الملحقات الثقافية والإعلامية في سفارات السعودية في الخليج، وكل أفرادها من مؤسسات المخابرات السعودية، على نقل الخبر إلى الداخل وتلقّي التعليمات بعد إعادة صياغة الأخبار المرسلة لترويجها في الخارج بعد استقطاب أجهزة إعلام البلدان تلك، مستعينة بالبائعين نقداً لتلميع الدولة السعودية، لدرجة التزييف والكذب - عمرو أديب أنموذجاً، ذلك الذي روّج كذبة سوداء بأن الحوثيين استهدفوا الكعبة المشرفة، مع أن آل سلمان هم الذين استهدفوها بإقامة وثن «الترفيه» وكعبة تركي آل الشيخ، حفيد المبتدع محمد بن عبدالوهاب، ومنح مئات ألوف الدولارات لـ»حجاج ومعتمرين» من سواقط بارات ونوادي عراة «نيس» وشارع «14» بنيويورك ومقامري «دالاس» وحانات «الحمراء» بلبنان.
ويتحدى أهل الصدق أن يزيح أدعياء الإعلام الديمقراطي الحر في كل العالم الستار عن المبالغ التي صرفها تركي الشيخ لـ«حجاج ومعتمري هيئة الترفيه»، التي يقوم على سياستها ماسونيو التطبيع! بل نتحدى خونجي إسطنبول أردوغان أن يكشف جهاز مخابراته عن الأرقام التي دفعتها المملكة السعودية للإعلام التركي بعد طحن عظام خاشقجي!
من حق الإعلام السعودي أن يكون جهاز مخابرات، لا أن يكذب، فهذا عيب جداً!

أترك تعليقاً

التعليقات