فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

خطاب الأخ الفاضل مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، واضح وضوح السرقة ونهب المال العام الذي أصعد الفقير البائس الضعيف إلى مصاف "الهوامير" التي أجهزت على خيرات الوطن، ولما تزل تسطو وتنهب دون حسيب أو رقيب. ولقد شعرت هذه الهوامير أول السبتمبرية الثانية 2014 أن حسابها قد اقترب، ولكنها -فيما يبدو- فتح السكوت أمامها أكثر من شهية لتستمر في "الهبر"، وعلى أكثر من ذلك، ليسكت فزعها من الحساب واستمر اطمئنانها لتفعل ما تشاء وتريد. وأعتذر للأخ الفاضل الرئيس إن عاتبته على عبارته التي قال فيها إن المليارات قد هربت مع أصحابها، والسؤال لفخامته: كيف هربت مع أصحابها؟! من أعطى هؤلاء إمكانية الهرب مع الأرقام المخيفة المنهوبة؟! أخشى أن يصمت الجواب! وهنا أحاول أن أساعد الجواب لينطق، ففي كل مؤسسة رجال مخلصون يستطيعون فضح المفسد الذي هرب، والذي لما يزل مفسداً غير هارب.
يا فخامة الرئيس، إن هؤلاء الوطنيين غير قادرين على النطق، لأنهم غير قادرين على مواجهة واقع مفترض، وهو العزل من الوظيفة، لأن الفساد له أذرع أخطبوط في كل مؤسسة لحماية الفاسد الهارب والمستقر. والسؤال الجدير بالذكر: من سيحمي الموظف الذي هو الشاهد الواقعي الحقيقي على فساد المفسدين الذين هربوا والذين استقروا؟! وأطالب فخامة الرئيس بأن يفتح الملفات، وهنا تتوالد الأسئلة: ما مصير ملفات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؟! ما صير ملفات هيئة الرقابة والتفتيش في وزارة العدل، ومنها ملف قضاة فاسدين يعزلون من مكان لينقلوا إلى آخر؟! ونريد فتح البنك المركزي والذي ينبغي أن يفتح على مصاريعه الكبيرة والصغيرة، بل فتح ملفات البنوك دون أي استثناء، بما في ذلك بنك البريد، لأن ما بثته قناة "الهوية" من فساد المقتول "علي فاسد"، الذي أفسد كل شيء في حياة اليمنيين، ما يجعله استثناء أمام ملف فساد عالمي. إن هذا الفاسد -يتولى الله أمره- تفوق على كل فاسد في الدنيا، والأمر كله لله، وللرئيس المشاط أن يقف الشعب على الحقيقة، وإلا لماذا قامت سبتمبر الثانية؟!
الرئيس المشاط، ابن هذا الوطن، يعلم كيف أكل الفاسدون الكتف وأفخاذ الوطن اليمني، وإذ يكون فتح الملفات ضرورة، فمن أجل تأصيل لنزاهة مرتقبة، مما يقتضي وقف العبث الذي يعرف الجميع أنه قد ظل، ولما يزل يخرج لسانه لكل الثورات اليمنية، ساخراً ومكافحاً لكل جهد ثوري، ويحاول بكل صلف استمرار سير اليمنيين على الطريق غير المستقيم.

أترك تعليقاً

التعليقات