فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كما كانت ثورتا سبتمبر ذاتي أهداف واضحة، من أبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن رقاب اليمنيين والشراكة في اتخاذ القرار والعمل على استقلال أي قرار وطني، فإنه ومن منطلق كل هذه المعطيات فإن الشعب اليمني -والمنة لله ورسوله- وبكل جدارة يستحق أن يقرأ كل أرشيف ماضيه، بما فيه من أفراح وأتراح، ليستطيع رؤية مستقبله بشكل واضح والمضي في خطوات واثقة ومسؤولة.
إن التاريخ اليمني الحديث والمعاصر غير مفتوح أمام عيون 3 أجيال - على الأقل، ولما يزل هذا التاريخ أعمى ومقفلاً أمام قراءة دقيقة ومأمولة. وبوضوح أكثر مكاشفة إن الإنسان ليخشى أن تصاغ الحقائق صياغة مزاجية وفق أهواء حاقدة، عمياء.
إن طرح هذا التاريخ الماضي أمام بصيرة وطنية صادقة سيكون محققاً لرافعة العمل الوطني الإيجابي للمضي في صناعة مستقبل سعيد. فلا يعلم أحد من أبناء اليمن أرشيف العلاقات التركية اليمنية، وهي علاقات متوترة ومأزومة. طرف مستعمر حاقد يقوم على الاحتلال لرفد الخزينة السلطانية بأموال تستحلب بالطغيان والظلم من جسوم وأضلاع اليمني. أما الطرف الثاني فهو الشعب اليمني المقاوم، والذي صاغ من مظلوميته علاقات مواجهة وإسناد لقتال الأتراك وطردهم من اليمن الحبيب. ومن باب ضرب المثل، كدلالة على تزييف الحقائق التاريخية، فإن حزب الإفساد (الإصلاح) قد أطلق على التاريخ الحديث مصطلحات (غيرية)، إذ أطلق مصطلحات مضادة، فالاحتلال العثماني لليمن أصبح فتحاً، ولم يعلم حتى الآن أن اليمن قد كفر بعد أن أسلم، إلا ما روجه الوهابيون حين كفّروا الجزيرة العربية كلها باعتبارها دار شرك وبدع وكفر! حتى إذا ما نادى الفكر الحر بإعادة الحق إلى نصابه قال الوهابيون إن أنصار الله غيروا المناهج التي وضعت بدعم من اللجنة الخاصة وبقلم عبدالمجيد الزنداني والذي تولى الكتابة حول أخطر فكرة هي فكرة "التوحيد"، وهي فكرة صيغت على منوال الشيخ النجدي محمد بن عبدالوهاب. ولما لم تكف فكرة الكتابة لغسل أفكار النشء اليمني مضوا يقرون بأن ترافق الفكرة "رصاصة"، فأسسوا معسكرات للتأهيل الجهادي، كجامعة الإيمان ودماج ومعسكر لحج (الفيوش)...
إن تاريخنا اليمني إن لم يكتب وفق الواقع فسيحرف وفق اللجنة الخاصة، وفق عملاء الرياض، والذين يسارعون في تقديم إحداثيات تدمير الشعب اليمني العتيد.

أترك تعليقاً

التعليقات