فضول تعزي (2-2)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

السؤال الأكثر أهمية كم هو الشعب السعودي وعلى افتراض أنه يتجاوز الـ20 مليوناً فكم عدد مثقفيه ومتحزبيه وعلمائه؟! باختصار كم عدد أهل الحكم ومن يتصف منهم بالوطنية الصادقة؟! وكم عدد الملتحقين بالقوات المسلحة والأمن؟!
محال ألا يكون هناك وطنيون شجعان ورجال أثرياء يدعمون هؤلاء الشجعان الذين تخرجوا عسكريين أشداء، غيورين. ويأتي الجواب من خلال المعطيات التاريخية، فلقد كان المؤسس عبدالعزيز عبدالرحمن بن سعود ذاكرة استراتيجية وفي مجالات شتى وفي مجال افتراض صراعات في الناحية الجنوبية تقوم هندسته على امتلاك الأراضي المتاخمة لحدوده على النحو التالي:
• أن يضم أراضي الجيران إلى مملكته الشاسعة لتصبح أرض الجزيرة كاملة ضمن أملاكه. ومن ينظر في الخرائط السعودية يجد أن عبدالعزيز اقتطع غير قليل من أراضي الجيران، فلا تجد أية دولة من دول الخليج المجاورة إلا وقد ضمت مسافات جغرافية منها لأراضي عبدالعزيز، ولا يسع هذا الجار إلا أن يصغي ويرضى -نفاقاً- بما قسم له عبدالعزيز وبنوه كي لا تضم من أراضيه الباقية كمنطقة "الخفجي" التي صادرتها المملكة إلى أرضها، وهي أرض مقتطعة من أراضي دولة الكويت، والتي ارتضت أن تتناصف معها البترول، فنصف لها والنصف الآخر للسعودية، ومثل آخر اقتطاع أرض العراق الماثل في إقليم "الزير"، وقل أمثالاً أخرى لدول أخرى خليجية، وبعضها أصبح سعودياً يحكم أهلها سعوديون ولم يبق من سيادتها إلا العلم والنشيد الوطني، البحرين مثلاً.
• أن تصبح أراضي دول أخرى ملكا لبني سعود بعد أن نصح المؤسس عبدالعزيز أبناءه نصيحة خالصة "هالبلد التي ما تستطيعون الوصول إليها، ضموها بالمال"، وإذا كان الملك فيصل قد وصل إلى الحديدة وتعذرت عليه جبال اليمن، فإنه غادرها ليصبح التحكم فيها بالمال، وأشار عليه الأمراء بإنشاء ما تسمى اللجنة الخاصة، ويناط بالأمير سلطان إدارتها وفق ما يريد. 
إن الجيش السعودي لا يقل كفاءة عن شقيقه اليمني، إقداماً وشجاعة، ولكن وضعت شروط لتكوين الجيش السعودي، ووضعت شروط لإنتاج فكر وطني سنتناوله في القريب العاجل، ليكون الطرح القادم قادراً على إجابات أول سطور هذا المقال.

أترك تعليقاً

التعليقات