فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تختلف الشعوب عن أنظمتها الحاكمة، والشعوب العربية بخاصة خُلقت لخدمة السلطة، التي ارتقت مرتقى صعباً على رقاب المحكومين بقوة الدبابة والرشوة والسطو المسلح والعنف... فلم يتولَّ حاكم عربي جاء بصندوق الانتخاب. ومن المهازل أن الوطن العربي كثيرا منه يحكم عن طريق الأسرة (ولاية العهد) بحكم الخلف وارثاً الشعب وما يملكه بعد أبيه. في الأردن والسعودية والبحرين وقطر والكويت وعمان والإمارات غير المتحدة... وكان الرئيس علي صالح يهيئ رقاب اليمنيين لدكتاتور لص حاقد عميل يأتي من بعده اسمه أحمد.
إن الزعماء العرب هم العائق الوحيد أمام عجلة التنمية، وهم حجر عثرة أمام المسار الديمقراطي، وهم سارقو الشعوب. وأتحدى أي زعيم عربي يفصح عن نظافة يده في أي سجل من سجلات أي بنك عالمي أو محلي أو إقليمي!
إن البنوك تكتظ بمليارات الشعوب التي سرقها الحكام من حلوق الأطفال الموتى جوعاً، ومن معاناة مرضى الفشل الكلوي، ومن أنين مرضى السرطان... وبوضوح قليل نحن نكرهكم يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، وبوضوح أقل تكرموا واغربوا عنا غير مرحب بكم إنكم صالو الجحيم!
أنتم يا شر خلق المولى جل في علاه، لا خلاص للأمة إلا من هؤلاء الطغاة، «الآلهة» التي أعدت نفسها أرباباً من دون الله تعالى!
أموال شعوبنا المنهوبة أصبحت تعجز الآن العد في المصارف والبنوك في الداخل والخارج، والموعد الله.
لقد خرج المستعمر الأجنبي (بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، العثمانية...) من أرض عربية نجسها بحذائه الغليظة، فطهرها أبناؤها بأنهار من دمائهم الطهورة، لتصبح وطناً واثقاً أكبر جديرا بحياة سعيدة خلوا من دخيل فاجر ظلوم. وما إن بدأت أحلامه تشرف حتى حكمها أوسخ من الاحتلال وجهاً، من البشرة الحمراء والصفراء، وأقبح لكنة من لسان غير مبين.
إن الشعوب قد تستمرئ الحلم؛ ولكنها لا تنسى أن قدرها لا محالة قادم، وأن شعاع الشمس لا بد أن يتسلل ثورة من خلال القضبان!
ظن علي صالح وصدام حسين وأحمد وأبوه يحيى حميد الدين ومن قبلهم طلقاء الأمويين وطغاة العباسيين عبدة النار ودهاقنة الفراعنة... ظن هؤلاء أنهم اشتروا شعوبهم وابتاعوا إرادتها بعرض من الدنيا قليل؛ ولكن هذه الشعوب قلبت لهم ظهر المجن، و»قشعتهم» ظهراً على بطن، وأسقطت عروشهم، وإن بصدور عارية.
قال شاهد عيان، والعهدة عليه: كان علي «مقلوب» يشاهد التلفاز، وفزع ذاهلاً وهو يرى الثوار صدورهم عارية يبيتون في «يريم» ويتغدون في «بلاد الروس»، فيسأل من حوله سؤالاً وحده يعرف الإجابة عليه: ماذا يريد هؤلاء المجانين؟!!

أترك تعليقاً

التعليقات