فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ليس انطلاقاً من "فضول تعزي" ولكن من الحقيقة بمكان هو أن تعز كانت منطلقاً لثورة اليمن في طرد المحتل الإنجليزي الذي تجاوز القرن، فالرعيل الأول من جنود الثورة ضد الاحتلال الأجنبي استقروا في الحالمة -التي لم تعد حالمة- مثل المناضل العبقري الأستاذ عبدالله باذيب، وسالم ربيع وعبداللطيف الشعبي وقحطان محمد الشعبي والمجعلي، وعشرات غيرهم من أشقائنا أبناء الجنوب الذين اتخذوا من تعز قاعدة انطلاق فكراً وسياسة ومقاومة.
وإذا كان آباؤنا، خصوصاً من الذين عايشوا الحركة التحررية، يعرفون هذا التذكار، فإن جيلاً طلائعياً استهدفهم التجهيل الرجعي الأثيم، لم يقفوا على هذه الحقيقة أو معظم الحقائق التي شكلت بنياناً عاماً لنضال عام يتمثل في التنكيل بالاحتلال الإنجليزي وإخراجه رغم أنفه وأنف عملائه من الوطن الطهور.
وإذا كان الاستعمار أو الاستحمار قد خلف وراء ظهره ذيولاً لما تزل تناضل من أجل البقاء لتزرع نباتاً من الفتن التي تؤصل لمزيد من التخلف وازدهار الشقاق، مستهدفة واحدية الثورة اليمنية وواحدية الجغرافيا والشعور الوطني الجمعي، فإن المخرجات ارتدت على أهل النوايا الماكرة خسارة وعاراً، ليزداد الذين آمنوا إيماناً، ويزداد الكائدون رجساً إلى رجسهم.
إن 34 عاماً من سيطرة الجهل والتخلف وتعميق الطائفية والحفاظ -ما أمكن- على مثبطات التنمية الحقة واستئصال كل دوافع التقدم إلى الأمام، لم تكن ولن تكون قادرة على الاستمرار في استهدف إصرار شعبنا نحو استقلال قرارنا الوطني بعيداً عن الإملاء، وبعيداً عن أن يكون وطننا "حوشاً" خلفياً لحشرات "التمدد" الجغرافيا للمهلكة السعودية.. وبهذه المناسبة أثبت شعبنا اليمني الذي واجه ويواجه حرباً كونية تقودها امبراطوريات عظمى، وأخطر منها عبدة الدينار والدرهم والقطيفة أو الخبيصة، حسب الحديث الشريف.
شبابنا في الجبهة الفكرية والثقافية بقيادة "لا"، وشبابنا في جبهة المفاوضات، أثبتوا جدارة منقطعة النظير، فنوجه لهم مثقفين محاربين ومفاوضين كل تقديرنا واحترامنا واعتزازنا، ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات