فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الدنيا تفيض خيرات وبركات، ففيها من الخير ما يكفي أهلها ويزيد، لكن إبليس وإخوانه يستأثرون بهذه الخيرات لأنفسهم، بالرغم من كتب السماوات ومرسلي الأرض.
ولنعبر الدنيا، دنيا الكفار، الذين اتخذوا الربا شريعة وعقيدة، حيث تسيطر إمبريالية وقحة وتتكالب رأسمالية قبيحة، نعبر إلى عالم "العربان"، حيث تفيض الصحاري بالذهب الأسود والذهب الأحمر والياقوت والكوارتز وأخوات ذلك من المعادن الثمينة، بينما تفيض هذه الصحاري نفسها بالفقر الكالح والعدوان المستمر على البطون الخاوية. وفي دنيا مقبح بن هلكان (الكود الرمزي لسموم محمد بن سلمان) الذي يركب الرولز رايس ويعوم في شواطئ جدة في الجنوب و"الهالف مون" (Half Moon) في الشرقية في يخت ثمنه 35 مليون دولار، هي نفسها دنيا الشعب السعودي الذي بدأ يختصر عدد أطفاله من عشرة إلى خمسة كي يلتحقوا بالمدارس، نظراً للرسوم المرهقة. نعم، هي الحالة نفسها ولكن بالمقلوب. وبينما يعيش الشعب اليماني غير الميمون المجاعة إذ يقتسم "علي فاسد" ومشايخ (شبه الضمان) آبار النفط اليمني، فلا تشابه البقر علينا.
لنا أن نسأل القاضي الفاضل رئيس المجلس الجمهوري سابقاً، عبدالرحمن بن يحيى الإرياني: لم كان يشترط إقصاء أسرة حميد الدين ومنعها من العودة إلى اليمن حين تصالح الجمهوريون والملكيون؟! هل هو عدم ترك فرصة لهم للعودة إلى الحكم ليكرسوا التخلف؟! أم هو إبعادهم كيلا يأخذوا نصيبهم من آبار النفط؟! وننتظر الرد من الذين يهمهم ولا يهمهم الأمر. إن الشعوب العربية -دون استثناء- ضاقت بها "أرضونهم" وسماواتهم، نظراً لاستحكام الفقر، أو على احترام اللغة ومصطلحاتها لاستحكام الأفكار، ليغرق كثيرهم في البحار والسجون هرباً من الموت جوعاً أو من قلع الأظافر وإحراق الأعضاء الجنسية بالكهرباء، لأن هذه الهياكل العظمية تدعو للشيوعية!
الرفيق عبدالفتاح إسماعيل الجوفي من اليمن، وجمال عبدالناصر من مصر، وسوار الذهب من السودان، وكارل ماركس من روسيا، وجيفارا من الكاريبي، وعمر بن الخطاب من العهد النبوي، وعمر بن عبدالعزيز من "مليّم" (بتشديد الياء)، أثبتوا أن الحكام يستطيعون عدم رمي مواطنيهم لأسماك القرش ومواقد الكهرباء وقلع الأظافر دون مخدر.

أترك تعليقاً

التعليقات