فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
جاء الإسلام الحنيف فأشرقت السماوات والأرضون بنور ربها، فغير هذا الدين حياة الأمم، ومنها أمتنا العربية، بطنا وظهراً، فاتصلت الأرض بالسماء من خلال عقيدة التوحيد التي نبذت العقل الحجري المتخلف الذي يتعبد لحجارة صماء، صنم من حجر أو تمر تارة يؤلهه وأخرى يأكله. كما دعا الإسلام إلى حرية العقل من خلال الدعوة إلى التفكر في خلق السماوات الملأى بالأقمار والشموس، وفي خلق الأرض وما بث الله فيها من حيوان وأشجار وأزهار وأنهار وبحار، بل إن هذا الإسلام دعا أول ما دعا إلى أن يتفكر الإنسان في نفسه "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".
جاء الإسلام ليدفع بالعربي والأعجمي من هذا الصراع الدامي الذي تغذيه عصبيات قبلية ومحسوبيات عرقية سلالية قرائبية غرائبية، فكف النزاعات والخلافات بين الأمم لتصبح علائق مودة ورحمة وعدالة ودولة (بضم الدال) في التنمية وما يصلح الحياة بطرفيها الدنيا والأخرى. غير أن هذا الإسلام حورب من قبل طواغيت الأرض الذين استعبدوا الإنسانية في الشمال والجنوب والغرب والشرق، وكانت الرأسمالية الاستعبادية في طليعة محاربي الدين الجديد، ففي مكة كان بني عبد شمس تجاراً في الشتاء إلى الشام، وفي الصيف إلى اليمن. أما في المدينة فعادة الرأسمالية (المرابية الربوية) بزعامة يهود لم تترك المسلمين لنشر دين الله الداعي للمساواة والعدالة والحرية، بل ومن أول يوم شروق بدأ الطاغوت يحشد طاقاته لإطفاء نوره المتوهج المبين.
إن الدين الإسلامي لما يزل يحارب حتى اليوم حرباً يعاني فيها الشرفاء الأحرار والمناضلون، حرباً بل حروباً ضروساً من التنكيل والتكبيد والتهديد من قبل الطواغيت أعداء الحرية والنجاح. فصبراً آل حرية وآل نجاح والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات