فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هل يطلب الشعب من الحكومة المستحيل عندما يلوذ بها مستجيراً من الغلاء في كل شيء، خاصة في الغذاء والدواء؟! عندما ظهر المسؤولون في التلفاز وأدلوا بأحاديث منمقة رومانسية كان الشعب يعرف أنه كلام فارغ يفيد منه أصحاب المصالح الخاصة، هؤلاء الناس الذين هم كالحرباء، يلبسون لكل لون ما يناسبه ويجيدون "البرع لكل دقة"، والدليل هو فشل هؤلاء التلفازيين في ضبط حركة الغذاء والدواء وفاتورة الكهرباء التي يفرضها أصحاب الموتورات الخاصة كما يشاؤون: في بلادنا كل إجراء حاسم تتخذه الدولة لصالح المواطن يفيد منه وحسب المواطن المسؤول وليس المواطن "السائل"، وإن شئت قلت المواطن الشحاذ، ولو أن الشؤون المالية الموجودة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة، لو وجد من يحمي هذا المسؤول المالي لظهرت سوءات كثيرة ولفضح هؤلاء المسؤولون فضائح تتلوها فضائح.
هل يطلب الشعب أكثر من حقه عندما يشكو من فساد المسؤولين ويريد ضبط قيمة الخبز وأسعار علاج الفشل الكلوي والسرطان وتصلب الشرايين والضغط والسكري ومرض داء الكلب...؟!
في "شارع القاهرة"، وبتاريخ 16 من هذا الشهر دخلت محل بهارات، وأمام صاحب المحل رجل يسأله: هل تعرف اسم هذا المتهبش الذي سلمته 3000 ريال؟! فمن فضولي التعزي قلت لصاحب المحل: أنتم تشجعون هؤلاء المجرمين النهابين على هذا الإجرام. وسألته: لم لا تشكو للمشرف هذا اللص؟! فقال لي: لا نستطيع. واختتم الحديث القصير معي بمثال: "داروا السفهاء بنصف أموالكم". فمن يوقف مهزلة الإتاوات والجبايات خارج القانون؟ وفي هذا بلاغ.
في موضوع الدواء هناك مسؤولون في الدولة وعلى رأسهم وزير الصحة يعرفون أن 70% إن لم تكن النسبة أكبر تدخل بلادنا مهربة مثل أختها قطع غيار السيارات و... و... إلخ.
وليس الأمر قضية غلاء لا يعقل وحسب؛ لكن شيئاً أخطر من ذلك، وهو انتهاء هذا العلاج وفساده يضاعف المرض ويخلق أمراضاً أخرى.
الأخ وزير الصحة أو من يخوله لديه أو لديهما الإجابة على أسئلة: هل هناك علاج مهرب؟! وما نسبته؟! بل وما نسبة العلاج الفاسد؟! وما هو الثمن الحقيقي لهذا العلاج أو ذاك؟! وما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة إزاء المهربين؟! وهل هناك أناس فوق القانون؟! وهل من حق أهل اليمن أن يعرفوا ما هي إجراءات النيابة إزاء تجار الموت هؤلاء؟! وكم عدد الحالات التي حققت فيها؟!...

أترك تعليقاً

التعليقات