فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من بين أسئلة شديدة الازدحام يقفز سؤال منطقي ووجودي: "هل هناك على الأقل أمة سعودية تنبثق ثورة تهدم هذا البنيان السامق سمواً في سماء يتكون فيها كل يوم بل كل ساعة وتتراكم فساد أسرة بني سعاد وكأنه محتوم أن يعيش شعب الحجاز ونجد في إسار استنزاف ثرواته ونهب خيراته والتي مفتاحها بيد شركات احتكارية امبريالية عملاقة تعمل مباشرة أو في الباطن، على رأسها "أرامكو" التي لا يعرف المواطن السعودي البسيط والمعقد كيفية وكمية ما تنزح من عشرات ملايين براميل النفط وآلاف الكيلوات من الذهب والفضة والألمنيوم وبقية المعادن النفيسة التي تستخرج وبإسراف شديد من باطن الأرض المعطاء.
إن الفرد السعودي بالنسبة إلى ثروة النفط يقع تحت خط الفقر، ولما يعلو صوت يسأل أين تذهب ملايين براميل البترول يومياً وما دورها التنموي لرفع مستوى المعيشة للمواطن، اعتقلوه، وإذا "زيّد بها" شوية قتلوه خنقاً أو رصاصاً أو بالمنشار، ليكون القتل وأدواته عملية تخلق حالات "رهابية" تحد من عملية الاعتراض ضد السلطة أو مساءلتها.
إن مدينة جدة في عراقتها وقداستها كمكة المكرمة بدون مصارف للمياه ما يعرضها للغرق في مواسم الأمطار وكثير من سكان الصفيح مما جعل الدهشة تعلو وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسأل على رؤوس الإعلام بآلياته المختلفة هذا السؤال: "هل حقاً يعيش كثير من المواطنين السعوديين هذه المعيشة؟". ووجه بإنجاز مدن سكنية للسعوديين الفقراء، فلم ينجز منها إلا بيوت من الصفيح المحسّن، بينما يعيش أفراد الأسرة الحاكمة بشقيها بني سعود وبني الشيخ ومن تبعهم من شيوخ العشائر والتوابع المسمين بالمناصرين، عيشة أسطورية باذخة لم تطلها أقلام "ألف ليلة وليلة".
إن آلاف السعوديين تحت خط الأمراض السرطانية والأمية السوداء والخوف الفقري والإفقاري الرهيب. وبما أن السعوديين يعتبرون اليمن جغرافياً وشعبياً "حوشاً" فإن النظام الفاسد بقيادة عائلة عفاش وعائلة الأحمر وحواشيهم من مشائخ لصوص "الضمان" وهوامشهم قد ساروا نفس سيرة  بني سعود وبني الشيخ وأنسابهم وأنصارهم وأصهارهم، فقسمت آبار النفط بين أفراد السلطة الحاكمة والمتنفذين مع الفارق بين نظام عفاش وبني سعود أن نظام آل عفاش أكثر تهوراً وانحطاطاً وجشعاً وأنانية من الأول.
إن في السعودية شباباً على درجة من العلمية والثقافة المتميزة، ولكن هذا الشباب من المدنيين والعسكريين محاصرون بنعم السلطة وإرعابها.

أترك تعليقاً

التعليقات