فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الوحدة الوطنية 
من استراتيجيات الحروب الأولى والأخرى تفكيك عرى الوحدة الوطنية، فبذلك يستطيع العدو أن ينتصر في المعركة، وبخاصة الاقتصادية.
إن العدو، في القديم والحديث، يعلم علم اليقين أنه إذا استطاع أن يمزق الجبهة، فيأتي على تحطيم أجنحة المعركة، قوادمها ومؤخراتها ويمنتها ويسرتها، بأبسط جهد وأيسر فعل. وفي القرآن الكريم وصف حي ودقيق لضرورة ما حدث في غزوات حربية خاضها المسلمون كان سبب نكستها أن وضع المشركون والمنافقون على خلخلة الصف الإسلامي.
لقد أمر النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام صحابته في غزوة أحد بأن يثبتوا على جناح «الرماة» أعلى الجبل، فقامت طليعة من المشركين ببث الدعاية بين «الرماة» المسلمين بأن الصف الحربي القادم من مكة وفيهم خيرة المقاتلين سينقضون على محمد وأصحابه وسيذهبون بـ»الغنائم»؛ حينها لن يبقى للرماة شيء، كما أن الأمر أو العاقبة إنما ستكون لمحمد وأهله من قريش حينها، لن يكون للأوس والخزرج شيء، فدب المنافقون، يدعمهم إرجافيون يهود. فلما أن لاح النصر للمسلمين هرع أصحاب الدنيا من «الرماة» يسارعون في طلب العاجلة، فكانت لا نقول «النكسة» بل «الهزيمة». وفي «الأحزاب» جرت الدعاية كالهشيم في صف المسلمين، مرتكزة على معطى ألا طاقة لمحمد ومن معه من «الصابئة» الخوارج على دين الآباء والأجداد على الانتصار، وكادت المعركة تنتهي لصالح الأحزاب ومن والاها من قبائل «هوازن» والمسلمين الذين لما يدخل الإيمان في قلوبهم «إذ بلغت القلوب الحناجر»، لولا أن تدارك «المؤمنين» أهل البقرة وعمران بنصر الله... ولنا تكملة غداً إن شاء الله.
سارع بعض المؤمنين يذكرون إخوانهم بأن عليهم أن يثبتوا للأعداء وألا مكان للشيطان وجنده أن يفرقوا الصف ويمزقوا الوحدة الإيمانية بإرجافهم وتشكيكهم بنصر الله.
لقد حاول أعداء اليمن والسعوديون بخاصة أن يلجؤوا إلى الوقيعة بين اليمنيين منذ قديم الزمن، وعلى من يريد التفاصيل فليقرأ تاريخ العلاقة بين السعوديين واليمنيين من بداية تكوين المملكة السعودية الأولى والثانية والثالثة في عهد الملك فيصل بن عبدالله آل سعود، وكيف أن الذهب عمل عمله؛ إذ كانت «شوالات» اللجنة الخاصة هي الدعم المنظور لتمزيق الكيان اليمني، ولما يئس السعوديون من سحر أبناء اليمن ببريق الجنيه الذهبي «ماركة أبو خيل» وحرب السبعين وأنصار «الجمهورية» نتيجة لهذا النصر سارع بنو سعود إلى تصنيف اليمنيين في فئات عديدة، فهذا شيوعي وذاك بعثي وهؤلاء ناصريون وأولئك ملحدون، وآخرون باطنيون... وثارت الدعاية الآن لتسير في تصنيف جديد؛ فهؤلاء روافض أما أولئك فنواصب... الخ.
هذا المكر بدأ يتسع في توتير العلاقات بين رجال المال والأعمال في اليمن، وضرب الشرايين الاقتصادية، عن طريق التهريب، ليقوم السعوديون بدفع عصابات التهريب وتمكين العملاء في منافذ الجمارك براً وبحراً لضرب الاقتصاد الوطني.

أترك تعليقاً

التعليقات