فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وقف الشعب اليمني شمالاً وجنوباً في وجه امبراطورية لا تغرب عنها الشمس (بريطانيا العظمى). كان اليمني ابن إب مع ابن يافع وابن الحجرية مع ابن أبين يفجرون معسكرات كريتر وصيرة. وكانت "قهوة الشيباني" في البريقة مخزناً للقنابل اليدوية المهربة من شمال الإمام وثورة ناصر في تعز، وكانت سيارات القات القادمة من الراهدة تخفي الفدائيين القادمين من الأعبوس والشمايتين، وكان أحمد شولق يحول بطريقته أموال الأعروق وتهامة لأبطال وأسر أبناء الحواشب والمكلا.
كان الاستعمار البريطاني يراهن على دباباته وطائراته وتشكيلاته الأفضل تدريباً وتقنية وإعداداً ممتازاً وحقداً على كل ما هو عربي مسلم. وكان اليمني يستمد من عقيدة الجهاد سلاحه وعنفوانه ونضاله، فاليمن العربي المسلم يأبى الضيم والمهانة وغصة الخنوع، ولما تزل قصة الكفاح ورواية الجهاد ضد المستعمر البريطاني لم تروَ بعد!
إن يوم 30 نوفمبر 67 لم تكن صبيحته قد أشرقت إلا بعد ليال حالكة الظلام من الجهاد والنضال والمعاناة. ومن قصص الكفاح أن بيوت العدنيين لم تكن تقفل من الداخل، ليتسنى للفدائي الذي يقتل جندياً بريطانياً أو فجر مدرعة عسكرية سرعة الاختباء. وكثيراً ما دفع مواطنو عدن حياتهم فداء لفدائي مجاهد وبطل مغوار!
30 نوفمبر 67 تاريخ نصر للإنسان اليمني، ويوم خزي وعار وذل وإهانة للتاج البريطاني الذي غربت شمسه في اليمن وسقطت درته تحت حذاء الجندي اليمني.
لقد بقيت ذرات من نعل البريطاني ليقول "سامريو" الاستعمار من عملاء الاحتلال و"نَفْلة" الغزاة دعاة الانفصال: نحن على سنة الاحتلال سائرون؛ غير أن "مكنس" الوطن سيرميهم كما رمى في مكبات القمامة من سبقهم من أعداء الأمة وخائنيها.

أترك تعليقاً

التعليقات