فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا

عندما تعزم الدولة على فعل أي شيء، يصبح هذا الشيء أو تلك الأشياء قابلة للتحقيق، فالأسعار هبطت أقل مما ينبغي ببركة نزول المسؤولين وعلى رأسهم المحافظ الناجح قديماً والوزير حالياً عبدالوهاب الدرة ابن المرحوم العالم والوطني يحيى الدرة.. وفي كل الأحوال، لا يهم أن تنزل القيادات العليا للأسواق إلا إذا كان الأمر يتعلق بإرسال رسائل تستدعي عزم جهاز الرقابة على الأسعار ومراقبة سعار التجار، فلا بأس.
المتابعة بمثابة تطمين للمواطن بأن هناك دولة ليهدأ الناس وليطعموا من جوع ويأمنوا من خوف، فالمافيا الذين يعمل كل واحد منهم بحسب طاقته ومهارته خدمة لعدو يهلك الحرث والنسل، يذيعون الرهب والقلق في مجتمع أصبح يعيش عزفاً منفرداً وجماعياً من خلال صواريخ الطائرات وتفجيرات الإرهابيين، ومن خلال إشاعة الفوضى والفاحشة في الذين آمنوا. وكنت في مقيل مؤخراً وأحدهم يروج أن لا غاز في البيوت، وبعد 5 دقائق لا أكثر إذا به يتصل لولده أن يخرج الأسطوانات الخمس للشارع انتظاراً لعاقل الحارة الذي سيقوم بالتوزيع بعد ساعة، ثم يوجه ابنه بأن ينزل الأسطوانات الخمس الملأى إلى البدروم!
ولقد كانت أزمة الغاز حديث هؤلاء المخربين لإشاعة القلق والرعب في المجتمع.. قاتلهم الله أنى يؤفكون..
أما خطبة الجمعة فحدث بحرج وبلا حرج عن خطيب كانت خطبته الأولى عن معنى (التعريض) في الإسلام، وأن النبي الكريم عرض ليخطب سيدتنا أم سلمة، أما الخطبة الثانية نعرض بحكم الأطفال والمشرفين في مؤسسات الدولة بأنهم أطفال، كما زج ببعضهم في المعارك غير المتكافئة، والبعض الآخر اعتلوا سدة الحكم، علماً أن هؤلاء الأطفال لقنوا الأعداء فنون الموت على مدى 4 سنوات، فطفل واحد يحرق الإبرامز ويقتحم مواقع، وشباب بلغوا سن الرشد الجميل، فيديرون الدولة بامتياز، وإن كان هذا الفعل لا يعفينا أن يقوم المسؤولون بالمتابعة والتوجيه المستمر، كيلا توجد ثغرات ينفذ من خلالها النفاق والإرجاف في المدينة والريف على السواء، ولكي لا يطمع الذين في قلوبهم مرض.
فالآمال معلقة على شبابنا المجاهد المناضل، لقد نشرت جريدة (newyork times) الأمريكية إشادة بالشباب الذين يمثلون اليمن في ستوكهولم، بأنهم أحسن المفاوضين أداءً وحنكة ونباهة، مما جعل مفاوضي (الكبسة) يشعرون بالحرج الشديد، خاصة في متابعة تبادل الأسرى حين لجأوا إلى المايكرفونات في عدن والمكلا وتعز وبقية المحافظات (من عنده أسير ومفقود فليتصل بهاتف رقم...).
لا بد من تحديث مؤسسات الإعلام لتقطع دابر الشائعات، ولا بد أن يكون هناك حضور للدولة لتطمين المواطنين، وخاصة في ما يتعلق بالغذاء والدواء. والمقترح أنه من الضروري وضع رقابة فعلية على المولات الكبيرة، أو إلزام البقالات بتسليم المواطن فواتير الشراء.
وجود الدولة ضرورة ملحة، ولن تعجز الدولة عن إيجاد آلية مراقبة يشعر معها الجميع أن الدولة لها وجود ولها حضور.
والله من وراء القصد.  

أترك تعليقاً

التعليقات