فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كانت وجهة نظري باعتباري فضولياً أن الرئيس المستقيل إنما هو أحد الذين زادت عليهم دول العدوان، كالذين لعنوا لأنهم عملوا محللين لزوج أحمق (لعن الله المحلل والمحلل له - حديث شريف)، بدليل أن هذا الرئيس لا دخل له في ما سيؤول إليه حال اليمن واليمنيين، إلى درجة أنه ما علم ساعة الصفر إلا وهو في الغيظة!
في مجالس المقيل كنا نتناول الحديث بشيء من ارتفاع الصوت، صوت مع عبد ربه أنه لا يصلح حتى موزع قات في ديوان عرس أو مأتم ثريّ، بل إن هذا الصوت قد ذهب مذهباً مفاده أن حالة عبد ربه تشبه حالة عثمان بن عفان حين حاصره القتلة في بيته بينما هو غير مهتم، إذ شغل بقراءة القرآن. وذهب صوت آخر مذهباً مفاده أن عبد ربه -المحلل- يعرف كل صغيرة وكبيرة، فهو ينفذ مخططاً تآمرياً، خطط له الأمريكان ونفذته السعودية عن طريق وكيل الوكيل الفنان محب الفن والفنانين، فما يصحو إلا على صوت أيوب ولا ينام إلا على صوت أبي علي، محمد مرشد ناجي. وكان عقلاء المخزنين يسقط في أيديهم، فقد اختلط عليهم الأمر فلا يعرفون ماذا يحدث ولم يغادروا سؤالاً وجيهاً حتى الآن، وهو: كيف ترك الأنصار هذا الرئيس "الفنان" يهرب مع أن عليه يقع الحكم بالإعدام، بنص دستور السماء ودستور الأرض؟! واستدل هذا المنطق بأسئلة أخرى مثل: كيف سمح لعلي محسن قائد الفرقة بالفرار بطائرة الهيلوكوبتر بتوجيه السفير الأمريكي؟! وبعد ذلك كيف سمح لقائد الحرس الخاص طارق عفاش بمغادرة صنعاء؟! وهي أسئلة وجيهة نطلب إلى الأنصار أن يوضحوا لنا ما حدث تماماً، فحقنا عليهم التوضيح باعتبارنا نعيش عهداً ثورياً جديداً يلتف حوله كل الشعب الذي نكل به العدوان أيما تنكيل، طال الشجر والحجر والأحياء والأموات.
كان يتردد في هذا المقيل أو ذاك أن ما هو صحيح أو يقترب من الصحيح أن المسألة أبعد، وهي أن هذا العدوان لا يستهدف الحوثيين وإنما يستهدف كل الشعب اليمني، بدليل أن سقطرى ليس فيها حوثيون وكذلك المهرة وشبوة، ولم يسحب "علي فاسد" أفواج الحرس الجمهوري من عدن وبعض مناطق من تعز... لقد صعب القول الذي قرر حقيقة الذين كانوا ولما يزالون يطرحون أن دول العدوان تهدف إلى استعمار اليمن المليء بالثروات نفطاً وذهباً وفضة ومعادن نفيسة، وأن هؤلاء الأعراب حسداً من عند أنفسهم يعانون من عقدة جوع في الماضي، حين كانوا "حرشة ضباب يبولون على أعقابهم" حد قول الجاحظ.

أترك تعليقاً

التعليقات