فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وجهة نظري أن الشعارات، سواءً كانت الدعائية التجارية أم الحزبية أم النفعية بشكل عام، ذات جذور ضاربة في أعماق النفس البشرية التواقة للكمال في كل شيء، ويلعب اللون بشكل واضح في هذا المجال.
يعلم القارئ الكريم أن هناك علماً يسمى «علم النفس»، وأن علم النفس الحديث له فروع كثيرة، فهناك علم نفس النمو، وعلم نفس الطفل، وعلم نفس الحيوان، وعلم نفس اللون. وللدكتور أحمد مختار، وهو عالم لغة، كتاب «نظرية اللون».
 ومن الطريف أن من علوم النفس الحديث الذي تدرسه المعاهد الحديثة علماً يسمى «علم نفس الدعاية والإعلان».
إن علم النفس في تعريفه العام هو دراسة مظاهر السلوك البشري ودوافعه وكيفية توجيهه. وبما أن الإنسان يبغي أن يكون أخطر مظاهر الكمال وأبلغ من كينونة الطبيعة، فإنه قد تواضع على عبارات لغوية منها «أفضل من» (Better Than).
ويكاد يهولن المرء هذه المليارات من الدولارات التي تنفقها أمريكا للدعاية والإعلان، بدءاً من «بيبسي كولا» و»البرجر» وانتهاءً بالدعاية لانتخابات الكونجرس ورئاسة البيت الأبيض.
دافعي لكتابة هذه الأطروحة هو ما قرأته عن مطبوعة أجنبية تفيد بأن ابن سلمان يدفع عشرات ملايين الدولارات، فكلما طرأ حدث يتناول شخصيته رافقته الأموال التي تحاول تلميع صورته أمام الرأي العام المحلي والعالمي، فلقد كلفه تورطه في حادثة «خاشقجي» ملايين الدولارات، إذ قام بشراء العديد من صحف العالم، كما كلفه حبس أعمامه وكثير من أسرته الملايين أيضاً، وقضايا أخرى من بينها «الانقلاب على البيعة» التي ابتدعها عمه عبدالله بن عبدالعزيز الهالك، إذ قام بعزل ولي العهد -بحسب البيعة- محمد بن نايف بن عبدالعزيز ووضع نفسه مكانه.
ولم يكن عهد «الزعيم» صالح ليختلف عن سلوك ابن سلمان، وما هي المناصب وكم هي المبالغ التي وزعها لكي يكون رئيساً ولكي يفوز كثير من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام؟! ولقد سمعت أن مبالغ دفعت لأشخاص مقابل «عهد الله وميثاقه» أن ينتخبوا المدفوع لأجله فلان!
فن الإعلان، على مستوى العالم، أصبح يضع قوماً ويرفع آخرين مقابل المال، وكما يقال: رزق الهُبل على المجانين!

أترك تعليقاً

التعليقات