مفاجآت اليمن
- مالك المداني الثلاثاء , 6 مـايـو , 2025 الساعة 12:54:12 AM
- 0 تعليقات
مالك المداني / لا ميديا -
هذه العملية برمتها ليست عملية، بل هي رسالة في غاية الوضوح، يُفترض أنها كذلك، كما يفترض أن «الإسرائيلي» ومن معه قد فهموا ذلك جيداً.
نحن نشاهد صاروخاً بالستياً «فرط صوتي» بسرعة فائقة تتراوح بين 10 و20 «ماخ» عند نقطة السقوط، وبمدى هائل يتراوح بين 1000 و10.000 كم، بالإضافة إلى القدرة العالية على التخفي والمناورة واختراق المنظومات الدفاعية المتطورة.
دعونا لا ننسَ أنه وحده فقط قطع مسافة 1800 - 2000 كم، متجاوزاً منظومة «ثاد» الأمريكية، ومنظومة «باتريوت (3-pac)، ومنظومة «حيتس- 3»، ومنظومة «حيتس- 2»، و»مقلاع داوود»، و»القبة الحديدية»، وعدة أنظمة تشويش إلكتروني أخرى في الطريق.
في العادة يتم التغلب على منظومات الدفاع الجوي بالزخم لا المقدرة؛ بمعنى آخر: أنت تطلق 100 صاروخ لتصل 25 - 40 منها، هذا هو المتعارف عليه؛ لكنه عُرْف لم يعد قائماً، أو بات كذلك بالنسبة للنقيض، هذا صاروخ وصل بمفرده وحقق نسبة مئوية كاملة.
يريدون التغلب عليه؛ سيكون عليهم فعلها بالزخم، والله وحده يعلم كم أن هذا الهاجس مرعب ومخيف. «بتنا نملك ميزة الوصول إلى كل نقطة محتلة الآن بكل أريحية». نتيجة في غاية الأهمية؛ لكنها ليست الرسالة. الرسالة تكمن في الأثر الناتج عن الضربة: احتراق واسع ومفاجئ، لا وجود لشظايا متطايرة، لا علامات لانفجارات متتالية، مجرد اختراق سلس، حفرة بقطر 30 مترا وعمق 7 أمتار تقريباً.
في الواقع هذه الضربة لم تستهدف «مطار بن غوريون»، المطار فقط استقبل الرسالة. هذه الضربة وجهت للمنشآت والتحصينات «الإسرائيلية»، بما فيها الملاجئ والمفاعلات ومخازن السلاح وغرف العمليات والمقرات السرية والأماكن الآمنة - التي لم تعد كذلك.
لستم وحدكم من يجيد اختراق الخرسانات. لقد انضم إلى الحفلة رجل جديد.
هذه الحرب تدخل منعطفاً شديداً، ومن الواضح أن اليمن ينوي اقتحامه بسرعة الصوت. لا أدري كيف يمكنني وصف هذا؛ لكن الله يبالغ في تأييدنا ورعايتنا حد شعورنا بالخجل.
المصدر مالك المداني
زيارة جميع مقالات: مالك المداني