فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

هناك شبه إجماع على فكرة تبدو مثلاً في المجتمع اليمني، وهي أن المناطق التي يحكمها أنصار الله أكثر مثابة للناس وأمناً، واستطاع من يسمونهم "الحوثيين" أن يكونوا عند حسن ظن أبناء اليمن، سواء كان هؤلاء الحوثيون في نقاط داخل المدينة أم في الطريق التي تصل بين عواصم المحافظات، وهي نقاط تفرض الموازنة بين من يسمونهم "المقاومة" والجيش واللجان الشعبية، والذين شددوا الحراسة على قصور وفيلات الذين لاذوا بأحضان اللجنة الخاصة حينا وقراهم النائية حيناً، وهي حراسة كان الغرض الرئيس منها ألا يقوم (المقاولون) بنهبها وهدمها ثم يدعون بعد ذلك أن أنصار الله هم المجرمون. ويبدو أن الشماتة التي اجتاحت الشعب أول ثورة أيلول كانت قد دفعت بعض المبتهجين بنجاح الثورة ففتحوا بوابات سراق وناهبي الشعب اليمني أمام أبناء الشعب ليعرفوا زرافات ووحدانا كيف كان هؤلاء الفسقة يعيشون عيشة باذخة حد الأسطورة، بينما كثير من أبناء اليمن يمدون الكراتين فينامون في الشوارع، حيث لا تستطيع الجرائد ولفائف القراطيس أن تقيهم بأس الشتاء ومطر الصيف واستشهدوا الأرصفة تشهد!
نحن لا نستكثر على أي فرد أو جماعة عيشة رفاه، {قل من حرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من الرزق...} الخ، شرط أن يكون هذا الرزق حلالاً طيباً من كدّ الجبين وطفح الكف، وألا يكون إسرافاً على نحو ملء بانيوهات فتيات بنات الخليع العري بالحليب والعسل الطبيعي لنظارة الجلد وتلميع البشرة، إذ أمر الخالق الرازق بعدم الإسراف، فمن البذخ السفيه أن تعوم فتيات الخليع في الحليب الطازج والعسل الطبيعي بينما هناك فقراء إذا تعشوا ما فطروا ولا تغدوا. وظلت بيوت النبي عليه السلام أياماً وأياماً دون نار، مكتفين بالتمر والماء، وهي حياة كثير من صحابته والتابعين. وهنا أقف بالقراء الكرام على حكاية قصيرة واقعية، فلقد طلب الشيخ الكفيف محمد بن سالم البيحاني أن يزور مفتي تعز العلامة الأديب السيد إبراهيم بن عمر بن عقيل بصحبة الرجل الخير الفاضل الحاج هائل سعيد أنعم (رحمه الله)، فكانت الزيارة، وبعد أسبوع زار الحاج هائل السيد إبراهيم، ولما كان في وعكة صحية صعد إليه الشيخ هائل فقال له: ألاحظ أن بيتكم ضيق وبدون كهرباء!! فبادره السيد بقوله: هذا كثير على من يموت! فتأثر لهذه العبارة، وهي الموعظة التي لا نكاد نفتقدها، فيا أنصار الله، لا بد أن ننحو هذا المسار.

أترك تعليقاً

التعليقات