فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان مصطلح "العملاء" غائماً عند كثيرين وأنا أحدهم حتى عرفت من خلال أفلام السينما الأمريكية عندما يقتحم البوليس مكان مجرم ليعرض عليه بطاقته فيقول أنا عميل، فمنبر الجمعة ودروس بين صلاة المغرب والعشاء يتهمون اليساريين بأنهم عملاء (Client) للكفار الشيوعيين الروس، وإذاعة عدن تتهم الاخونج بأنهم عملاء للرجعية والإمبريالية، ويعنون بذلك مملكة بني سعود، ولا يستثنون الأردن!
وفي بعض المجالس الخاصة كان زملاء الثانوية ينسبون واحدا من أعروق تعز (أحمد عبده سعيد) وواحداً من محافظة البيضاء (أبو بكر القربي) إلى العمالة لأمريكا، فتحققت من هذا المصطلح من خلال العدوان الذي استهدف ويستهدف حتى الآن بلدنا أرضاً وإنساناً. فهؤلاء العملاء يخدمون أمريكا بما تريد وينفذون ما تبغي، وعلى سلول نجد الدفع والتموين والتمويل. وبالأمس القريب استطاع أشاوس الأمن كشف خلية عملاء لأعتى دول العدوان (أمريكا وبريطانيا)، جواسيس جندوا لخدمة العدوان مقابل مبالغ تافهة لا تكافئ ما سينزل بهم من عقاب. ولا بأس أن هؤلاء الجواسيس لا يحبون أمريكا ولا بريطانيا، وإنما كان الدافع الأول وربما الآخر هو الفقر، فشباب في أعمار الزهور لم يستوطن الوطن قلوبهم يحتاجون بدافع الفطرة للزواج وتأسيس أسرة، مع فقدهم للتربية الدينية والوطنية، فمن الطبيعي وقد عزت عليهم الوظيفة وحكم الفراغ أن يبيعوا أنفسهم لأقرب مشترٍ ويا بلاشاه!!
إن هناك كثيراً من العملاء لما يزالون -وهذه وجهة نظر- يشغلون مراكز قيادية معتبرة في مفاصل الدولة، وبعضهم تجاوز سن العمل ولكنه لم يتجاوز العمالة وبكل توكيد تعرفهم عيون الأمن اليقظى، والتي نطالبها أن تهب أعمالها لله إن غاب عنها واجب المكافآت أو غفلت عنها عيون المسؤولين.
إن مما يحمد لرجال أمننا البواسل، رغم ضعف الإمكانات، إنجازات تقترب من الإعجاز تعبر عن روعة الأداء ووفرة الحس وصوابية النظرة في هذا الوقت العصيب الذي اجتمع فيه البعيد والقريب على شعبنا... والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات