فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إن عشرات ملايين براميل النفط تصدرها السعودية يومياً وتذهب دولاراتها إلى جيوب الأمراء وأميرات بني سعود. وقل مثل ذلك في الكويت وإمارات بني نهيان. وعندما يصدع صوت السؤال: من أين؟! ولماذا؟! وكيف؟! فإن الموت هو الجواب الوحيد، وبتوقيع علماء السوء المرصوفين في منصة محكمة جائرة يترجمون إرادة عاتية جاهلة غشوم. إن العزاء هو أن شعوبنا أصبحت قادرة على أن تعي الفرق بين الحق والباطل، بين الاستحقاق والسرقة... إنها (أي الشعوب) قادرة على أن تسأل حكامها عن أموالها المنهوبة وبأرقام فلكية أسطورية، حتى أن سمو الأمير والأميرة يجد له مبلغا معيناً وهو لما يزل مضغة في بطن سمو أمه!
والمشكل أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من مخرجات الاتفاق بين مؤسس الدولة أمير الدنيا ابن سعود وأمير الآخرة ابن عبدالوهاب، أن هذه الهيئة يختصر أمرها أو على الأكثر اختصاصها في تطويل اللحى وتقصير الثياب واتخاذ المساويك... ولم يكن نهب بيت مال المسلمين وتجارة المخدرات وتسويق الخمور وتخصيص طائرات خاصة لأصحاب السمو الأمراء إلى أماكن الفجور في أوروبا وجزر المالديف ومدن «كان» وجبال الأنديز ضمن النهي عن المنكر الذي حرم الله فعله ورسوله والمؤمنون والذوق الآدمي في كل العالم!! بل لم تكن حرب تدمر وطنا جارا مسلما عربيا شقيقا داخلة في المنكر الذي كان على «ولي الآخرة» ابن عبدالوهاب وأتباعه أن «ينكروه»، بل «مرة أخرى»، لقد احتكر الوهابيون منبر البيت الحرام ليناشدوا جلالات الملوك والنظام السعودي ضرورة حرب المجوس في اليمن، وسبق الدعاء على هؤلاء «المجوس اليمنيين» الدعاء على اليهود الصهاينة في فلسطين، وأصبح إعلام الحرم عبر محطات إذاعية وتلفزيونية وورقية يخدم الماسوني الصغير محمد بن سلمان ويبث في أذهان الرأي العام في نجد والحجاز فكرة أن «المجوس اليمنيين» لن يقفوا عند هدم الكعبة وحسب، ولكن هؤلاء «المجوس» سيجعلون من البيت الحرام ومهبط الوحي الشريف في كل من المدينتين المقدستين منارا للكفر والإلحاد؛ مع أن العلاقات الواضحة برسم الإعلام العالمي قد أكد بالصوت والصورة أن داخلية ابن سلمان قد أذنت لليهود بدخول مكة والمدينة للتصوير ونشرت الصور عبر الإعلام العبري صحافة وتلفزة وإذاعة، وأصبح الأمر بالمعروف الوهابي ينادي بضرورة التعايش مع أهل الكتاب (اليهود)، وعقدت الندوات والمؤتمرات التي تدعو إلى الحوار والتصالح والتسامح؛ لأن الإسلام من «سلام»!!
والسؤال: هل سيقوم أبناء نجد والحجاز بالنهي عن المنكر واستلاب ملياراتهم من أيدي ناهبي أموالهم أصحاب الجلالة والسمو بعد أن عجز كثير من مواطني السعودية لا عن السفر بالطائرة بين المدن السعودية وحسب ولكن عن دفع رسوم أبنائهم في المدارس والجامعات؟! ولا شك أن مواطني المملكة سيدفعون ثمن تغيير المنكر رقابهم!

أترك تعليقاً

التعليقات