طلع البدر علينا (الحلقة 5)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
البركة
البركة هي الزيادة، وهي هبة يمنحها الله عباده الصالحين، من حيث تكثير القليل. وقد ورد في مدونات التاريخ والسيرة النبوية الشريفة مواقف كثيرة تدل على نبوته وصدق رسالته عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن ذلك بركته التي تشكل إحدى معجزاته عليه الصلاة والسلام، وهي أن شاة لأم معبد الخزاعي بلغت من السنين مبلغاً حد العجف وجفاف ضرع اللبن، فما إن مسح بيده الشريفة على ضرع الشاة العجفاء، در اللبن ليسقي آل أم معبد وجيرانهم. ومن ذلك أن صحابية جليلة رأت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد جلل شخصه الضعف والشحوب من الجوع، فأرسلت زوجها ليستضيف سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام، وأن «يسره» (يهمس في أذنه دون أن يعلم أصحابه أمر الضيافة)، فكان أن دعا النبي الكريم صحابته: «هلموا للطعام»، فإذا بالشاة الصغيرة والخبز القليل يكفي القوم جميعهم. ومن هذه المواقف عندما كان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم والتكريم في إحدى الغزوات وقد قل الماء، فدعا بقدح فوضع كفه الشريفة في القدح، فإذا بالقوم يشربون ويتوضؤون من هذا القدح ويسقون ماشيتهم ورواحلهم...
ولم تقتصر هذه البركة على تكثير القليل وحسب، وإنما تجاوزت هذا الأمر إلى أن يده الشريفة تمسح على المريض فيبرأ من فوره. وقد سأل سيدنا رسول الله عن سيدنا علي بن أبي طالب -يوم فتح خيبر- فقيل له إن علياً يشكو من أن عينيه أصابهما الرمد، فكان أن مسح سيدنا النبي عيني الإمام فارتد بصره كأن لم يشكُ قط.
تلك خصوصية لسيدنا رسول الله، علامة من علامات النبوة، ودليل من دلائل الرسالة.

أترك تعليقاً

التعليقات