فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من وقت لآخر تقوم أجهزة اليمن بإحراق عشرات الأطنان من المخدرات، سواءً كان ذلك في مناطق السلطة الشرعية صنعاء ومدنها وأريافها، أو تلك التي تقع في مناطق الاحتلال.
فلقد انتشرت المخدرات في وسط الشباب، فتياناً وفتيات، انتشاراً واسعاً. ويستدعي هذا الانتشار أكثر من سلوك منحرف عادي وشاذ، وأصبحت الأسرة اليمنية المحافظة والمتدينة في الأصل تعاني معاناة شديدة وأليمة. وما حصل مؤخراً من اعتداء على كبار أفراد الأسرة وجرائم أخرى يستحي الكاتب أن يشير إليها مجرد إشارة، لهو ما يثير الصداع في القلوب والرؤوس على السواء. ومن يطلع على محاضر البحث الجنائي وأقسام الشرطة يلقَ العجب العجاب!
في واحدة من زياراتي للمملكة المتحدة (بريطانيا) وقعت على ثلاث من ظواهر نتيجة فعل المخدرات. الظاهرة الأولى: ملاحظة تلك الطوابير أيام السبت والأحد أمام مراقص الـ(Disco)، فالشباب يحرصون على التجمعات قبل أن تفتح هذه المحلات أبوابها، ليمضوا وقتاً ماتعاً من الرقص ومقبلاته، وتدور مداولات في مؤسسات المجتمع لتناقش بعض مقترحات على الأقل تلزم المرتادين بالخضوع للتفتيش؛ لأن تجار المخدرات يعدون تجمعات الشباب منافذ لبيع عشرات الأطنان في اليوم الواحد تدر عليهم ملايين الجنيهات الإسترلينية، فيغادر كثير من الشباب هذه النوادي وهم في وضع غير طبيعي، فيتعرض المارة لحوادث خطيرة دهساً وقتلاً.
الظاهرة الثانية التي لفتت انتباهي هي أن الإعلام الإنجليزي يقوم يومياً بالنشر عن جرائم نتيجة المخدرات، وكثير منها جرائم تتعدى الأخلاق إلى الذوق البئيس. ومن يقرأ صحيفة «الشمس» (Th sun) تهوله وقائع قبيحة، من معاشرة المحارم معاشرة جنسية، فالمخدر يفقد الإنسان عقله ووعيه ليصبح في هدف الشيطان وتحت تصرفه.
الظاهرة الثالثة: أن شوارع المدن، بما في ذلك شوارع العاصمة لندن، تعج بعشرات المجانين الذين كانوا ضحية المخدرات والخمور، سواءً كانوا من ظهور الشوارع أم في بواطنها، مثل «أندر جراويد» (Under Gromd).
لا ندري كيف يمكن أن يقتنع المسؤولون بضرورة أن تنشأ مراكز استشفائية للمدمنين، ومن ضمنهم مدمنو القات! وكيف يدرك رجال القانون ضرورة إضافة قوانين تفعل تجريم المخدرات؟!

أترك تعليقاً

التعليقات