فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

يعيش العالم كله -ودون استثناء- رعب فيروس كورونا. وهو مشهد من مشاهد القيامة، إذ يتبرأ الإنسان من صاحبته وبنيه وأخيه وأبيه وأمه وكل الناس. فشوارع أمريكا وأوروبا تكاد تكون -بأمر الدولة وبخوف داخلي وخارجي- خالية من الحركة، وكل نبضة قلب تقول: نفسي نفسي! وفي مشهد تلفزيوني مؤثر يمنع الأب والأم من توديع طفلهما البالغ من العمر 11 عاماً، للاشتباه بمرض الفيروس كورونا. ولقد شاهد اليمنيون من قبل فيروس بحجم عبدالله صعتر، إخوانجي يعيش في بيئة الرياض، يبشر اليمنيين بقتل 40 مليونا، وهو ما لم يفعله فيروس كورونا الذي اجتاح العالم كله. وهكذا فإن فيروس الإخوانجي صعتر يفوق فيروس العالم بملايين المرات، ويشبه من ناحية مقاربة فيروس فتوى الإصلاح، الذي أتاح قتل الشعب الشيوعي والملحد الكافر، وعاصمته عدن سنة 94، بمن في هذا الشعب من شيوخ وأطفال رضع وعجائز ركع وبهايم رتع! وللعلم كان للشيخ الدنبوع عبدربه صاحب هيكلة الجيش دور بارز في استصدار هذه الفتوى التي أوحى بها فخامة المشير القائد علي فاسد، الجامع بين خير الدنيا وخزي الآخرة، وهو الخزي الذي وعد الله به خائني الأمانة، أمانة مسؤولية الأمة التي فتح بها عشاق الجحيم مقابرهم بأيديهم وأيدي المؤمنين الذين يرابطون في سبعين جبهة عدوانية يدافعون فيها عن الملايين الذين رشحهم صعتر للموت على الطريقة الإخوانية التي ذبح بها عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود 3000 حاج في منطقة "تنومة". ولسنا بحاجة للتذكير بأن الإمام البناء رحمه الله تأثر بإخوان بني سعود وصاغ على غرارهم الإخوان المسلمين سنة 1926.
لسنا نريد تقليب المواجع، وإنما من باب استنطاق الأشياء والنظائر، لما للتذكير من إيقاظ الذاكرة، تلافياً لاستحضار الأخطار التي تحدق بأمتنا اليمنية من كل جانب. ولسنا نريد تقليب المواجع إن قلنا إن أسرة "عفاش" أفقرت الشعب اليمني إلى درجة أن مليار ريال عبارة عن "ردّات" معسكر الأمن المركزي تصل إلى بنك (...) ليتم تحويلها بالدولار إلى الخارج لحساب (...)، ونطلب إلى النائب العام أن يحقق في الأمر أسوة بأخيه "سريع" الذي كل يوم يفضح مؤامرة. والله غالب على أمره. ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات