فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تحتفل أمة الإسلام بمناسبة المولد النبوي الشريف لاستذكار قيم جليلة لسيدنا العظيم محمد عليه الصلاة وأتم التسليم، النبي الخاتم الذي بشر الله به في التوراة والإنجيل، سيد جمع مكارم الأخلاق في خلقه وفي تشريعه.
سئلت عائشة رضي الله عنها: كيف كان خلق رسول الله؟ فقالت: كان خلقه القرآن؛ رحيماً كريماً، شجاعاً وصولاً للرحم ومجاهداً وشهيداً... قال أصحابه رضوان الله عليهم: ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما. كان صحابته من شدة حبهم له وغيرتهم عليه ينقلون إليه بعض أقوال المنافقين عليه، فيقول لهم: دعوني أخرج إلى أصحابي وأنا سليم الصدر. ولقد زكاه الله فأثنى الله عليه في قرآنه الكريم بقوله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم".
وإذا كان شعبنا اليمني خال هذا النبي فأحرى بجميعنا أن نسير على خلقه الشريف، وأن نتمسك بشريعته الجامعة لكل القيم الرائدة؛ يعفو عن المذنب، ويتواضع للمؤمنين، ولا يبخل على سائل سأله، ولم يحقد على من أساء إليه... يصدق فيه قول شاعر القدس سيدنا حسان يمدحه:
خُلقتَ مبرءاً من كل عيب
كأنك قد خُلقتَ كما تشاء
وإذ يحتفل الشعب اليمني بخروجه المليوني إحياء لهذه الذكرى العطرة، فإنما ليباهي العالم كله بأنه خاله ورحمه، والأولى به من المؤمنين هذا الخال الذي آواه ونصره وعزره ووقره، بينما خذله الأعراب الذين كانوا ولما يزالون إلى الآن أشد كفراً ونفاقاً، وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله. 
إن الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله هو احتفال بأروع وأجمل القيم الإنسانية، واسترشاد بسيرة أفضل خلق الله. والمطلوب هو ترسم خطاه ونهج طريقته المثلى.
يعجز القلم ويرتد خاسئاً وهو حسير عند أن يحاول الحديث عن هذا الأسوة الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

أترك تعليقاً

التعليقات