المقامة العيدية
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في ليلة من ليالي شهر ذي القعدة، تخيل «فضولي تعز» أنه سيعيِّد بلحم البط والأوز؛ ذلك أنه غير قادر كبعض البشر أن يأكل لحم الغنم والبقر، فاللحمة حتى قبل الحرب كانت له أغلى أمنية، فأصبح الآن لا يراها إلا وسيلة تعليمية، وهو يشعر بالندم بعد أن طلق زوجته التي تطالبه وأولادها بالمزيد من أقراص الكدم.
صاحبنا أصبح حاقداً على وجوده المشؤوم؛ لأنه غارق في الكرب والهموم، دمعه كماء السحاب مما يلاقي في حياته من العذاب، وقد فكّر ثم قدّر ثم قُتل كيف قدر، بالانتحار، لولا أنه خاف الله الواحد القهار، والآن أصبح وأمسى وظل وبات يرقب العيد من الوريد إلى الوريد، يحدّق في وجوه أطفاله ولم يستطع أحد أن يجيب على سؤاله؛ فجميعهم بدون كساء، بل لا يجدون قيمة الصبوح والعشاء، فهم ينتسبون إلى والد يُحبس كل يوم بالدين، بعد أن دمر شعبه وأمعن في قتله وإفقاره خادم الحرمين الشريفين لا أقال الله له عثرة ولا منحه من اللطف مثقال ذرة.
غير أن بشارة أمل نفثت في روعه فسرت من كوعه إلى بوعه، كيف يموت الشعب وفيه سيد الأنصار المؤمنين، عبدالملك بن بدر الدين الحوثي؟! فلربما أمر المسؤولين من أهل السراء أن يُعنوا بشعب البأساء والضراء، ليكشفوا الغمة عن هذه الأمة، فهو صاحب الهمة والعزيمة، ليتمكن الشعب من أكل اللحمة وإساغة اللقمة، وأن يلبس أطفال اليمن الجديد ويستمتع الجميع بالشواء والثريد.
رأى «فضولي تعز» أن السيد الفاضل قد أمر بصرف مرتب كامل للمواطن الموظف والعاطل؛ لأنه الراعي المسؤول عن هذه الأمة، خاصة في هذه الغمة المدلهمة، فهو السيد القائد، راعي الصادر والوارد... لكن، وقبل أن يتم الصرف... سمع «الفضولي» نداء الصباح: حي على الفلاح.

أترك تعليقاً

التعليقات