فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

العدل شرعة لا وهم، حقيقة لا خيال، شوكة ميزان لا تُحابي، مطلب الصغير والكبير، الغني والفقير، الظالم والمظلوم، الرئيس والمرؤوس...
والوطن اليمني يستغيث كل حر أن أنصفوني من أبنائي العاقين الذين أعماهم الضلال والريال، أولئك الذين يعلمون يقيناً أن عداة الأوطان هم أعداء الله وأعداء أنفسهم وأعداء الإنسانية وكل القيم الرفيعة والنبيلة.
يرتفع هذه الأيام صوت من هنا وآخر من هناك بضرورة المصالحة والمسامحة بين أبناء الوطن. ونحن مبدئياً نؤكد أن من الضرورة تحديد المفاهيم، فابن الوطن الذي غرر به الفقر والمسغبة غير المواطن الذي خرج شاهراً سفيه وإحداثياته وكل نبوغه وإمكاناته العبقرية ضد وطنه وأهله بدافع الجشع و"رصّ" كومات الدولار والريال والدرهم في أرقام حساباته في مصارف الخارج. فرق بين الإنسان الذي أكل الميتة من الجوع وجرع نغبة الخمر ليتفادى الموت، وبين الإنسان الذي كلما امتلأ بأموال الدنيا قال: هل من مزيد؟!
هذا الذي خرج على رؤوس الأشهاد ليعلن أن النظام الفاسد -نظام صالح سابقاً- هو أصل البوار والخسار، مع أنه أحد رموزه، وأمة لا إله إلا الله تشهد أنه -وهو مسؤول عن ميزانية وزارة تعج بألوف الأفراد- يأتي اسمه في أول القائمة فاسداً مفسداً... هذا الأخ الضال جلب معه العار والشنار مضاعفاً حينما صعد تلفزيونياً ليحدث الشعب اليمني أن العصر السابق كان فاسداً.
يا سبحان الله الذي "لطف بنا أن الخطايا لا تفوح" كما قال شاعرنا أبو العتاهية رحمه الله! هل يستوي هذا المليونير -وهو رقم متواضع- مع رعوي من حجة أو المحويت خافته "الحسبة" فرجع له عقله وعلم "عين اليقين" أن الذين زينوا له الخروج كذبوا عليه، فأراد أن يرجع لأهله قبل أن تتخطفه كلاب البر أو نسور الجو، فرد واحدة من عشرات الجهات التي فتح إياها العدوان الحاقد اللئيم ليصبح رجالها كالصريم؟!
إن العدل يقضي أن لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضة مع خائن الوطن وعميل العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات