فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
رغم قصر المدة، فإن جهود المراكز الصيفية أثمرت على الأقل التعريف بأهمية القرآن في تنظيم شؤون الحياة على مستوى الفرد والجماعة. ومع ذلك فإني لا أرى مانعاً في أن تستفيد المراكز الصيفية من تجارب المعاهد العلمية «المؤدلجة» بفكر الوهابيين والإخوان المسلمين، مع تجنّب «الشطحات» و»التطرفات» التي أخرجت للمجتمع اليمني جيلاً مشوهاً غير سويّ، على غرار الزنداني الذي اعتبر قتل اليمنيين «واجب ديني ووطني»، وعلى مثل الشيخ غير الجليل «صعتر» الذي أفتى فتوى شيطانية بقتل 25 مليون يمني مسلم ليبقى مليون واحد (عدد الإخوان المسلمين في اليمن)، بل زاد على الطين بلَّات، فقال إن الحرب ضد اليمن «باسم الله»، وهذا ما لم يقله الصليبيون وكنائسهم، من تاريخهم العريض والطويل ضد خصومهم الألدّاء!
كان للإخوان دور حركي ممتاز على درجة من الدقة والتنظيم في استقطاب الشباب وزرعوا في عقولهم الأفكار الفاسدة، ومن ضمنها أن عبدالعزيز بن سعود مجدد الإسلام وماحي الشرك والإلحاد، وأن قتل المشرك «واجب ديني ووطني»، فكان أن قتل الوهابيون ثلاثة آلاف يمني حاج للبيت الحرام في المنطقة اليمنية المحتلة «تنومة»!
إن واجبنا تجاه أربعة أجيال من اليمنيين المغرر بهم وهابياً وسلفياً إلى درجة أن ينادي واحد من نماذج هذه الأجيال أبويه أن يصححا إسلامهما بعقد زواج جديد ومهر جديد باعتبار العقد القديم فاسداً وضالاً!... أقول إن واجب الدولة تصحيح المسار العقيدي لأجيالنا الحاضرة والقادمة لتكون سوية متصالحة مع ذواتها ومع المجتمع، تؤمن بضرورة العدل والمساواة والحرية والانفتاح على رحابة العصر، مؤمنة بمواكبة التقدم العلمي، رافضة للخرافة وفوضى التفكير والتكفير.
بعبارة ثانية وثالثة... وخمس عشرة أرى ألا مانع من الإفادة من المعاهد العلمية الوهابية من حيث التنظيم والإعداد والتأهيل، مع رسم منهج إسلامي معاصر مرجو أن يُفهم في هذا السياق وحسب.

أترك تعليقاً

التعليقات