فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بعد أيام يعود عشرات الألوف من الطلاب إلى مدارسهم في مراحلهم المختلفة، تحدوهم وأسرهم آمال مختلفة. ويأمل عشرات ألوف مدرسيهم تحسين ظروفهم البائسة فوق "جدا". فكل من الألوف، طلابا ومعلمين وأسراً، يحدوهم الأمل ويتعلقون به، ولقد استطاع الجميع الانتصار على اليأس الذي زرعته الظروف، ظروف العدوان الهمجي الأعرابي المتوحش الذي قصف المدارس والمعاهد والجامعات وباصات الطلاب الذين لما يزل يتهددهم هذا العدوان الجلف القاسي البغيض منفذ سياسة استئصالية حاقدة ضمن نظرية "يموت ثلاثون مليوناً ليبقى مليون واحد" بحسب مساعد المفتي عضو لجنة فتاوى صيف 94 حرب! كان الشقيق السعودي يرسل صواريخ طائراته الأحدث والمزودة بفتوى سديس الحرم المكي، بقيادة طيارين "إسرائيليين" مرفقين بمتدربين أمراء. ورغم هذه الوحشية كان الطلاب بدءاً من الروضة حتى الجامعة يودعون أسرهم التي تهرب دموع قلوبهم إلى درجة الإيمان بأن فلذات أكبادهم التي تمشي على الأرض قد لا يعودون! وأن المجاهدين من المعلمين الذين يتخلون عن التزاماتهم الضرورية لا ليؤدوا جهادهم "العيني" وليس "الكفائي" وحسب وإنما ليحتضنوا الأطفال ويهدئوا روعهم حين تدهمهم صواعق السماء بلهبها المدمر الجارف. وهنا إذ ننوه بدور المجاهدين من فئة المعلم اليمني الشجاع والفدائي البطل الذي حمل "طبشورته" كما حمل أخوه المجاهد في الجبهة السلاح، فنلفت إحساس من يهمه الأمر لتحسين وضع المعلم الذي أصبح مزرياً فظيعاً فضيحة فقرا فرقاً قرفاً قفرا، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
كما نلفت من يهمه الأمر إلى الطابور الخامس عشر، أهل المدارس اللصوص المناشير المثرين من رسوم الطلاب الفقراء وبيع الكراسي ووسائل التعليم الأخرى.
بأمس الحاجة إلى الوعي بمسؤولية المرحلة الراهنة وملاحظة أخيرة: أن تضم الدولة ميزانيات العدل والزراعة وأمانة العاصمة إلى ميزانية التربية والتعليم. والله وحده من وراء هذه السطور.

أترك تعليقاً

التعليقات