فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

وهكذا تسير وتستمر الثورات، والثوار يعلمون يقيناً أنه كلما انزعجت الأنظمة من صراخ وغضب الثوار، فإنه مقابل كل صرخة رصاصة، ومقابل كل "هبة" سجن يختفي من ينزل فيه ثائراً بالأغلال والقيود، ويمنع السجين من النوم والذهاب إلى بيت قضاء الحاجة!
وإذا كانت وسائل الإعلام في بلاد النفط عاجزة عن نقل ما يحدث من حراك شعبي، فإن قادم الزمن س؟؟؟؟ على القمع حتى القتل الذي ينتهجه النظام النفطي، خاصة نظام الأسرة –الجبرية- السعودية.
إن ما يجري في المملكة السعودية إنما هو رد مشروع ضد الظلم والجور والإعدامات الليلية ضد الأحرار المقاومين للطاغوت الذي لا أقبح منه إلا هو. والحقيقة التي يعلمها الكل إلا حزب الإخوان المسلمين، أن السعودية "ووسخ" النفط ما دخلت بلداً إلا أثارت فيه الخراب والدمار في كل النواحي وكافة الاتجاهات. إن ما يحدث في السعودية، والمنطقة الشرقية بخاصة، لأمر فظيع من ثورة تقوم بها جماهير غضبى ثم نظام يواجه هذه الجماهير، بداية بالصعق الكهربي، ثم الإعدام قبل الفجر ثم الرمي من فوق السحاب بالهيلوكوبتر.
إن ما يحدث في مناطق "القطيف" و"الدمام" و"الخفجي" أمر فظيع لا تخبئه إلا وسائل الإعلام، فما يزيد من الكمد والحسرة أن أهل القتلى لا يتمكنون حتى من السؤال عن أبنائهم، لأن هؤلاء الآباء والأمهات سيطالهم التغييب القسري، لأنهم تجاوزوا الحدود، فاتهموا خدام الكعبة، أبناء "..." بهذا الجرم القبيح، ومن يشير من أحرار نجد والحجاز مجرد إشارة إلى "كهنة" الكعبة، كالشاعر غازي القصيبي، يجرد من كونه سفير الخادم الحرمين الشريفين في لندن، ثم يموت موتاً غريباً، لأنه لم يجب على "التايمز" إجابة مرضية على سؤال: متى سيتساوى المواطن السعودي مع أي أمير سعودي؟
إن الشعب، أي شعب، ولو كان في مناطق عبادة الحجر، سوف ينتفض على جلاديه في وقت يبلغ فيه السيل الزبا.. إن الشعوب من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر، وبغض النظر عمن يدفع ثمن طعام الساحات، ويغض النظر عمن يهرب السفاحين القتلة، ولو كان بحجم المشير علي "مسيء" الأحمر، فإن الحساب قادم.

أترك تعليقاً

التعليقات