فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

العرب في بيئتهم الأولى في صحراواتهم وبفعل الجوع والفقر القادم من بخل السماء بالقطر وشح الأرض بالكلأ أوجد كل ذلك الضغينة التي أنتجت الحروب حتى أن الحرب أصبحت للأسف تقليداً إلى الزمن العتيد "الحاضر"، مما أدى إلى صقل أدوات حاسمة تتخذها العرب بضغط الظروف، ظروف الجوع والإملاق التي تعيشها الشعوب وليس الحكام، تتمثل هذه الأدوات بالحسد والحرص على الزعامة التي أصبحت تقليداً عربياً، بل ديناً يتعبده العرب. ومن باب التذكير، فإن الشعوب هي التي تحارب نيابة عن الحكام الذين ينفصلون عن شعوبهم رفاهية وثراء يتجاوز الأساطير. وقد قال أستاذ جامعي إن أميراً خليجياً يأتي كل موسم صيد برفقة طائرتين، طائرة تحمل سمو الأمير وحاشيته وأخرى تحمل "الأشياء"، الطعام والشراب بأنواعه! 
وفي مراكش المغربية يرى الإنسان مدينة من القصور البيض قالوا إنها لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بن سعود معمورة بما لذ وطاب. وإذا كانت الملكة أروى بنت أحمد الصليحي قد بنت لها قصراً أطلاله قائمة حتى اليوم يسميه أهل جبلة من محافظة إب "دار الألف" بمعنى 1000 غرفة مبني على جدول السنة أو العام بمعنى أن الملكة الراحلة أروى تبدأ أول سنتها بالغرفة رقم 1 وتنتهي بالغرفة الـ1000، عدد سنوات محددة, فإن سمو الأمير سلطان له ما يقارب هذه الفلسفة!
ومن باب الأساطير وخوارق العادات أن تكتب رواتب وأعطيات أصحاب السمو الأمراء وصاحبات السمو الأميرات من أول يوم تشعر صاحبة السمو فيه بأنها حبلى بأمير أو أميرة. وعلى فكرة -اللهم لا حسد- أن الرواتب والهبات وأي شيء آخر يختلف من أمير لآخر بقدر حضوره ووجاهته وقدرته على المواجهة، وفيصل بن مساعد قاتل عمه المغفور له الملك فيصل مضرب المثل على ذلك.
إن الأمثلة لكثرتها ليضيق بها المقام والمقامات عن حصر هذه الشواهد لأبناء هذه الصحراوات التي تعيش متناقضات صارخة كانت تنتج معارضاً للحكم كطلال بن عبدالعزيز الذي هبر أموال الدولة حين كان وزيراً للمالية وهرب إلى الخارج أو معارضاً آخر قاتلاً كفيصل بن مساعد وهذا الأمير أو ذاك يعكسان توجه هذه الصحراوات لمزيد من المتناقضات.

أترك تعليقاً

التعليقات