فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

هذه الحشود المليونية ليست قراطيس تراصت بيد رياح منظمة، وليست أجساداً كرتونية صفتها أزرار الكمبيوتر، بل هي أجسام يمانية لا تخضع رؤوسها ولا تنحني إلا لله الأكبر، تهتف بشعار التوحيد وتبصق في جبين أقذر إمبريالية على وجه الأرض، في القديم والحديث والمعاصر، أمريكا عزرائيلية الشعوب. وبالمقارنة مع مترزقي "كبسة" بقايا فتات موائد الرياض وإسطنبول و"دقي" القاهرة الذي لا يتجاوزون نيابة ووكالة أقل من عشرة آلاف بمن فيهم طبالو المقدمة والمؤخرة ليس لهم هدف إلا إغناء فقر نفوسهم الذبابية "تتناكب" مع يرقات البعوض وحشرات آخرى مقابل كرامة وعزة نفوس كان يفترض أن تحلق في سماء الوطن تدفع عنه الضيم والعناء في اتجاه مستقبل سعيد وأكثر سعادة جنباً إلى جنب مع أمتهم اليمنية المجاهدة الصابرة التي إن حفرت صواريخ أعدائها آلاف الأمتار في تربتها الطاهرة الكريمة المقدسة تجذرت بالمقابل عزة أبية وكرامة راقية.
والجواب يعرفه العالم الذي سقطت أوراق "سوأته" حين لم يجب على سؤال الحقيقة: فيم هذا الصمت؟! إن ملايين البراميل، براميل النفط الخليجي، أصبحت تصب في بطون الرشوة مثنى وفرادى، فأعمت هذه البطون عن الواقع التي أصبحت عمياء عن أن تكشف أثقالاً تنوء بحملها الجبال عن طريق الرشوة والشحت والزور.
إن هذه الحشود بالملايين لم تساوها إلا حشود ملايين في صورة كل العملات الصعبة والرخيصة تحاول أن تغطي الحقيقة وصبحها المشمس بـ"سروال" المؤسس وإزار حفيده "المؤكس". ومما جعل هذه الملايين غير مرئية إلا عند طائفة من المؤمنين الذين يعلمون تماماً لماذا أعلن قرار الحرب من حائط "البنتاجون" على اليمن الذي لم يقدم للعالم غير مآثر السدود والمدرجات الزراعية ونشر على صفحات "المسند" أغاني السلام.
لقد آن لليمنيين أن يعصمو دماءهم ويتجهزوا لعملية تنمية مستدامة ويوجهوا خناجرهم إلى صدر عدو لا يجد سعادته إلا في رؤية دماء أبناء اليمن تسيل وأيدي اليمنيين يشغلها عن انكبابها في زراعة الكروم والحنطة والشعير والقطن، بحفر القبور.
متفائلون بقرب رحمة الله، فهاهم الألوف من المغرر بهم يعودون إلى أحضان الوطن، فأهلاً وسهلاً إلى بلد الأمن والأمان والحرية ووطن لم يرض باحتلال ولا استعمار ولا ذل أو انحلال.

أترك تعليقاً

التعليقات