فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من أسباب عدم الثقة بين الحاكمين والمحكومين في العالمين العربي والإسلامي الأمية، العامل المشترك بين الطرفين. فالحاكم يحسب أنه قادر على قيادة الأمة لأنه يملك الدبابة والجنود والأموال، ولا يعترف بالديمقراطية، وقال علي محسن الأحمر إن النجاح في انتخابات الرئاسة بين ابن شملان وعلي صالح كان يتجه لصالح ابن شملان غير أن -والقول لعلي محسن- علي صالح هدد بإحراق صنعاء عليه وعلى أعدائه مهدداً بالويل والثبور، فغيرت النتيجة لصالح "الزعيم" الذي أعطى عطاء من لا يخشى الفقر سيارات وريالات بشراء الأصوات لأصحاب النفوذ... الخ.
ولولا أن أذاع علي محسن هذا الحدث ما سمعه أحد من أبناء الشعب الأمي اليمني! ولأن ما يحدث في محل اتخاذ القرار لا يعرفه الشعب العربي في كل العالم العربي طولاً وعرضاً باعتبار أن هذا الشعب لم يختر رئيسه وليس بينه وبين رئيسه إلا ما بين "توم وجيري" الذي تنتجه "هوليوود" الأمريكية، ولولا بعض القنوات التي سردت إرسال "علي صالح" أحد أعوانه إلى السعودية لتحديد ساعة الصفر وبالطبع تمويل ساعة الصفر ضد أنصار الله، ولولا أن "صالح" أكد أن السعودية كانت وراء إعدام الحمدي، لما زال شك كثير من الناس! وكان الأستاذ هيكل قد كشف ذات يوم أن السعودية رصدت ميزانية ذات رقم أعلى للكيان الصهيوني سنوياً لما صدق أحد أن فيصل الذي كان يذرف الدموع في الحفل السنوي للشخصيات التي تؤدي فريضة الحج بكاء على المسجد الأقصى كانت دموع تماسيح!
في الحرب العدوانية (الاستئصالية لليمن حجر أو شجر أو بشراً) لا تُعرف المحادثات المبرمة بين صالح وقيادة السعودية والإمارات، ولا ما دار بين اليمنيين والسعوديين في "ظهران الجنوب"، ولا ما يدور الآن بين حكومة الإنقاذ ووكلاء الكيان الصهيوني في المنطقة! فهل تطلع حكومة الإنقاذ من باب حسن الظن بأن 20% من سكان اليمن الميمون قد زالت أميتهم وأنهم مؤهلون لفهم ما يحدث.. فماذا يحدث يا حكومة الإنقاذ؟!
نريد "يحيى سريع" آخر ليطلعنا أولا بأول في عمان أسوةً بما يحدث في الجبهات. إن ما تنقله بعض الصحف الأجنبية وأبرز خبر أن السعودية لها شرط وحيد: أن تعود اليمن "حوشاً" خلفياً للمملكة مقابل إعادة إعمار اليمن وجبر الضرر. غير أن الجانب اليمني رفض إلا أن يكون سيداً مستقلاً حاكماً نفسه بعيداً عن "التتبيع" والتطبيع!

أترك تعليقاً

التعليقات