فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يشترط علماء النفس أن يكون هناك تكافؤ نفسي بين الزوجين، وهذا لا يمكن أن يحدث في مجتمع متخلف كمجتمعنا، الذي يعج بالجهل والتخلف، ويعلو في أجوائه صوت العادات والتقاليد فوق صوت الدين، قرآناً وسنة. ولا أعلم ماذا يقوله بعض مفسري القرآن الكريم كيف ينبغي وبأي واسطة يمكن أن يعرض للمرأة التي يريد الزواج بها وقد طلقت أو ترملت؛ إذ قال الله تعالى في محكم قرآنه الكريم: «ليس عليكم جناح فيما عرضتم به من خطبة النساء»، فالآية واضحة وهي تفيد اللقاء المباشر بالمرأة، وإلا كيف يكون التعريض؟
إن كثيراً من وقائع الطلاق يعود إلى عدم التعارف الذي يجلب التآلف. ويبلغ الجهل مبلغه حين تزف العروس إلى زوجها ولا يعرف أحد الآخر إلا ليلة الدخلة!
وقد حكى لي صديق أن له صديقاً أبلغ أمه ضرورة أن يتزوج وقد بلغ من العمر 30 عاماً، فأخبرته أمه بما يشبه البشارة أنها خطبت له بنت أخيها «الصفي»، فطلب أن يراها، فقالت له: عيب، وأن الصفي عيزعل!... وظل عاماً و»الصفي عيزعل». ويوم العقد بشرته أمه بأنها حصلت له على صورة زوجته، فرأى صورة فتاة صغيرة التقطت لها بداية دخول الكاميرا إلى اليمن، فتاة في حضن أبيها وبيدها رضّاعة حليب! وأوصته أمه ألا يضيع الصورة، وألا يخبر عنها أحدا، فـ»الصفي عيزعل»!
جاء الوعد الحق فوصلت العروس، وقفزت الأم على عجل لتطلق الزغاريد وتأمر ابنها العريس أن «يعوذب» ويقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص... وتكرمت الأم فأغلقت على العريس باب الغرفة...
فتاة تبلغ من العمر 30 سنة أو يزيد، بوجه مجدور ملون بغبرة الشقاء، شقاء وريح وشمس المراعي، لم يستطع المكياج مداراته! وللعروس حظ غير منقوص من القصر والسمرة التي تشبه «شيبوب» رفيق عنترة العبسي!... فكان الحدث أن نفس الساعات التي أمضتها العروس (6 ساعات) من قرية في المحابشة، أمضاها العريس من الفرزة في صنعاء إلى عدن! واتصل بأمه المفجوعة: لا تخافي، أنا في عدن، أؤشر الجواز للسعودية، وأنصح بأن تروح بنت «الصفي» بيتهم!... وجاء المعزون، أعني أبو العروس وأمها ليباركوا المناسبة، فأجهشت أم «الحريو» بالبكاء: سحروا ابني يا صفي! يا صفي! وا صفياه!!
فانقلب الوفد على عقبيه قافلاً إلى حجة بحثاً عن العلاج من السحر!

أترك تعليقاً

التعليقات