فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان الشاه (ومعناه بالفارسية «ملك الملوك») قد رهن إيران والشعب الإيراني لأمريكا، ووضع نفسه وأهل بلده في خدمة الولايات المتحدة الأمريكية، فكان العميل الأول لأمريكا في الشرق الأوسط، بعد الكيان الصهيوني، ينفذ خططها التوسعية مثلما هم حكام الخليج العربي، ويقوم بدور ضد الاتحاد السوفييتي، يضع بلده ورجاله «السافاك» في خدمة ليس أمريكا وحدها بل وفي خدمة حلف الأطلسي، ولم يهُن الشعب الإيراني ولم يذل أو يسكت، رغم وجود أكثر من عبد ربه منصور وبركاني وعلي فاسد ونعمان وعلي محسن إيراني داخل طهران و«شيراز»، بل وأكثر من زنداني «قم» المقدسة، فانبرى ثوار ضد أمريكا التي نصبت نفسها بابا كاثولوكياً وبروتستانتياً كإله وحيد يأمر العالم فيطاع ومن حقه أن يقول لا ونعم. فضحى الشعب الفارسي بخيرة رجاله ونسائه اعتقالاً وتعذيباً وقتلاً وتنكيلاً؛ غير أنه (الشعب الفارسي) فاجأ العالم برجل أشيب أعزل، هو الإمام آية الله الخميني، هرب من عذاب وهلاك «بهلوي» إلى العراق ثم إلى فرنسا، ليفجر ثورة هزت العالم، فكانت نوراً مزق أستار العبودية والرق الأمريكي البغيض، ولم يُغنِ عن أمريكا أي سند أو عون من الداخل أو الخارج، بل شاهد العالم جيشاً من مرتزقة الاستخبارات الأمريكية يتعلقون بإطارات الطائرات الأمريكية بعد أن أغلقت دونهم أبوابها حتى خرج الأمريكيون من أفغانستان.
لقد تخلت أمريكا عن عميلها «بهلوي - ملك الملوك» واعتذرت عن استقباله لاجئاً مريضاً عميلاً، بحجة أنها لا تستطيع أن تعادي الشعب الإيراني بوقوفها إلى جوار «ملك الملوك» محمد رضا، فأمرت رئيس التطبيع عميلها في المنطقة أنور «السيدات» أن يستقبل محمد رضا وأن تستقبل «جيهان» زوجة الشاهنشاه «فرح ديبا»، ليموت ذليلاً عارياً من الكرامة في مصر أم الدنيا.
إن أمريكا زرعت من زمن بعيد عملاء لها، على غرار عبد ربه وعلي الأحمر من قبله وعلي صالح، الذي حاول أن يتقرب إلى بابها العالي «إسرائيل» بأكثر من اجتماع خط مؤخراً محضره الانتهازي «عبده بورجي»، حيث زيارة الزعيم لواشنطن عام بداية السقوط. ورغم أن أمريكا شكلت باقة ملونة من العملاء، رجال دين وعسكريين ومثقفين لصوصاً وسفراء ومخبرين، فإن الشعوب لها حسن الخاتمة في النهاية.
أمريكا تحتل اليمن، فلا نامت أعين العملاء!

أترك تعليقاً

التعليقات