فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يسرني ويسوؤني أن أسرد للقارئ الكريم رسالة شفوية كلفني بها قارئ كريم وبدون مقدمات قال: «أنتم جبناء يا معشر الصحفيين؛ لأنكم لا تقولون الحقيقة. أنتم جماعة من المطبلين المنافقين الذين لا تقولون النصيحة لولاة أمرنا»!
طلبت إليه أن يهدأ! قال: «كيف لي أن أهدأ وأطفالي السبعة يموتون جوعاً، وآخر نصف راتب تقاضيته في عيد الأضحى، ونكتفي بوجبة هزيلة في الغداء، لكل واحد منا رغيفان من القراطيس التي تسمى رغيفاً! وكانت الحكومة -لا حكمها الله- وعدت بنصف راتب قبل أشهر، فـ»غلس مغلس» وحتى الآن أصبح كذباً! كاد يقتلني صاحب البقالة عندما هجمت على كيس الدقيق لأنقذ أطفالي من الجوع، وبعد أن أغلق الجيران أبوابهم في وجوه أطفالي وزوجتي وهممت أن أقتل أطفالي لأنقذهم من الجوع وأنقذ نفسي من الإهانة... فقل لي ماذا أفعل؟! لقد ذهبت إلى وزارة الخدمة المدنية لأسأل الوزير لماذا كذب بأنه سيصرف نصف مرتب ولم يفعل؟ ولقد جاء الوزير بسيارته والحرس واستبقت لأدخل معه، غير أن حرس البوابة منعوني! لم أكن لأؤيه، معاذ الله، كنت فقط سأسأله لم يكذب، وكنت سأرجوه أن يجمع فتات موائده لأشبع أطفالي! انتظرته حتى الخروج، صرخت بالصرخة ثم بصرخة أخرى: الجوع يقتل أطفالي، ولكنه معذور، لأن نوافذ سيارته كانت موصدة كأبواب وزارته»!!
سألته: وماذا أفعل؟! قال: «تكلم السيد يرحمنا، فبيده الحل»! سألته عن اسمه وعن عمله، قال: «ما في داعي تحبسني، فليس عندي وقت؛ إن وقتي لأطفالي أقضيه في البحث لهم عن غذاء في براميل القمامة... أسألك بعزة الله وبكتابه أن تكلم السيد!».
فيها أيها الأخ، إنني والسيد لم نأمرك أن تعتدي على ظروفك الصعبة، فتنجب هذا العدد من الأطفال! وإبراءً للذمة ها أنا أنقل رسالتك، وهي رسالة كل جماهير الموظفين، مشفوعة بالأمل والرجاء.

أترك تعليقاً

التعليقات