فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / #لا_ميديا -

توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بالإعفاء الضريبي لذوي الدخول الصغيرة، جاءت في محلها، كإجراء نفسي، كونها توطد العلاقة بين الدولة والمواطن الذي يرى أن ما تم التوجيه به ليس بالقدر الكافي، بينما التغافل عما يسميه المواطنون "الهوامير" الضخمة التي تنفعل تماماً مع إجراءات أو بالصحيح أو بالأصح مع أي توجيه يصف (يصطف) مع الجماهير الكادحة (المكدوحة) التي ربما تعد أي توجيه أو (قرار) مجرد أمل وحسب.. وهنا نود أن نسأل: هل فعلاً سيفيد صغار التجار أو غيرهم من هذا التوجيه الذي يبدو واضحاً، وضوح الخونة الذين اصطفوا ولما يزالوا مع العدوان الوقح على بلادنا؟
إن من الصعوبة بمكان أن نساوي بين ماسحي الأحذية وأصحاب "المولات".. وللعلم فإن بعض محصلي الضرائب، وانطلاقاً من الحرص على "مستقبل" أكثر ازدهاراً، يأخذون من ماسحي الأحذية ضرائب، ولا أريد أن ألجأ إلى الإسرار بالهمس، فإن عورات كثيرة مكشوفة لا ريب ولا شك، وإنما علم اليقين وعين اليقين، ويسأل البعض مثلي ألا توجد أجهزة رقابية؟ فيجيب الناس أن هناك أكثر من جهاز، يتابع ويراقب، والذي يبدو أن هؤلاء المراقبين، بل نقول بوضوح إن بعض المنتسبين لهذه الأجهزة ذات الفخامة من يأخذون حقهم كما لو كانوا من "القائمين" على هذه الأموال التي تُسرق وتنهب، والناس يسألون أيضاً هل ليلة القدر تتنزل وتتجلى في رمضان، وفي غيره كما هو في رمضان؟ فيجيب الناس أنها لا تتنزل إلا في ليلة قد تكون في خواتيم رمضان: في أول العشرين من الشهر الكريم، ولكن ما هو مفهوم للإنسان العادي مثلي، أن ليالي القدر تهبط كل يوم، بل كل شهر على هؤلاء اللصوص (السُّراق).
في الأدب العالمي، وفي نطاق "الإسقاط" أن المجتمع قد يعاني من مشكلات معينة، لا يستطيع أن يواجه بها حاكمه، فيرجع الأديب إلى عملية إسقاط خوفاً من بطش السلطان، أو تزلفاً إليه؛ ليفهم هذا السلطان أو ذاك ما ينبغي فعله من أجل المواطن المسحوب من رجليه ومن يديه، ومن هذا الإسقاط قول أحدهم: "ما يرقع الفقر جابر.. إلا العمل في الضرائب".. ويكفي.

أترك تعليقاً

التعليقات