فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا بأس أن نذكر القارئ المواطن العربي والمسلم، كيلا نغرق في بحر أسئلة عن بعض أسباب تعاسته وفقره المقيم المديم الذي لا يبرح، أن السبب وراء هذه التعاسة والفقر راجع لهذه «الجهة المنفكة» بين المواطن الأمير والمواطن المأمور، وهي علاقة طردية جدلية إلى أقصى مدى. إن السؤال الذي يطرحه المواطن المحكوم/ المأمور هو: متى ستحصل «التسوية» بين مواطن خليجي وبين أمير طفل صغير من بني سعود أو بني خليفة أو بني الصباح أو عيال نهيان أو عيال عفاش؟!
إن هذا السؤال يطرح سؤالاً آخر وهو: لماذا يندفع هذا الذي ثار عليه أحرار الشعب فكنسوه خارج الإمارة أو السلطة؟ لماذا كنسه الثوار المغاوير خارج الثروة؟ لماذا يقاتل طارق عفاش أبناء وطنه، يقتل ويأسر؟! هل يفعل هذه البواطل من أجل العدالة وإقامة ديمقراطية ونزاهة تصف بها عمه الزعيم الذي قتل نفسه؟! أم لأنه فقد ملايين الدولارات والريالات وعشرات العقارات والاستثمارات ومئات المقاولات التي شيدها ببركة عمه المقتول البائس؟! من أين لك هذا؟! فقال إنه من الهدايا التي كانت تعطى له من الأشقاء والأصدقاء!
نحن لا نريد ولا نطمع أن يسلك حكامنا -لا سامحهم الله ولا عفا عنهم- أن يسلكوا فينا سلوك الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز عليه السلام، فذلك محال، بل هذه الأمنية دونها خرط القتاد، ولكن نريد أن يسرقوا وينهبوا بنظام، دونما سرف أو فجور! إن ما لا يعلمه كثير من الرعية أن هناك دواوين عطاء لأسر الحكام في بلدان العالم العربي والإسلامي خاصة بأسر الحكام، وأن هذا العطاء يبدأ منذ حمل سمو الأميرة بطفلها سمو الأمير حتى يصبح شاباً ثم يافعاً ثم صاحب سمو ثم أميراً حاكماً بانقلاب مباشر كما انقلب محمد بن سلمان على ولي العهد ابن عمه محمد بن نايف، أو كما انقلب الأمير تميم على والده حمد بن خليفة أسوة بانقلاب فهد بن عبدالعزيز على أخيه فيصل... إلخ.
يا أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، إن سمو شعوبكم تموت من الجوع!!

أترك تعليقاً

التعليقات