فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لم يكن القصص القرآني لإزجاء الوقت والتسلية والترفيه، وإنما للعظة والعبرة. وهذا يعني أن الكاتب أو الباحث السياسي اليمني عندما يكتب عن نظام «عفاش» إنما ينبه الذين أتوا من بعده أن يجتنبوا طريقة عفاش ومنهجه في الحكم، ومنهجه - كما أسلفنا من قبل: أيها الفاسدون أفسدوا كما تشاؤون فلن أحاسبكم، وسأفسد كما أشاء فلا تحاسبوني! وكان هذا هو لب الاتفاق أو المواضعة المنهجية التي سار عليها الطرفان المتعاقدان، فأكثروا فيها الفساد، نهب أراضٍ وتهريب مخدرات وأسلحة وتجارة وسطوا على الموارد الخاصة والعامة، واتخذ صالح آليات للفساد فعيَّن الأقارب في مناصب مهمة، مقابل أن يعطوه حقه، وبدأ من أول يوم يتخذ سبلاً شتى يزيح بها من يعارض أو يلوم أو يفشي الأسرار، فكان الأمن الوطني الذي نكل بالمعارضين الذين شكلوا أول ثورة على نظامه الفاشي، وقام بتوزيع الفاسدين مدراء نواحٍ ومحافظين، وقام بتزوير المجالس المحلية لتكون «ملاقط» لأموال الشعب، الذي باع صالح وزبانيته «دينات» علاجات الأمم المتحدة، التي تبرعت بها لليمن، لتجارة الأدوية، إلى درجة أن المريض لم يجد قرص «أسبرين» أو «شرنجة» لحقن أحد المرضى، الذين تضج بأنينهم صالات المشافي. وبإمكان حكومة الإنقاذ أن تسأل أصحاب معارض السيارات، إذ كانت تصطف هدايا اللصوص صفاً صفاً يهدونها لفخامة الزعيم، فتبيعها المعارض وتوردها للبنوك لحسابات الزعيم بواسطة (...) و(...)؟!
باسم الشعب، نريد تحقيقات شفافة مع زبانية صالح، فهم يعرفون أرقام حساباته في البنوك، ونريد تحقيقات شفافة بأسماء الذين تم تعذيبهم في أقبية الأمن الوطني والسياسي، وأسماء المقتولين بالضرب والكهرباء والرصاص وبقية الأدوات، ونريد أن يحقق في مصادر الثروات التي حصل صالح منها على ملايين الدولارات ومليارات الريالات. وأخيراً: ألا يمكن أن تكون هذه الأسطر بلاغاً أتقدم به إلى سعادة النائب العام؟! ونثق بأجهزة أمننا أن تقدم الدلائل والشهادات والوطنيون ينتظرون بفارغ الصبر ليدلوا بشهاداتهم براءة للذمة. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات