فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
- السعودية تريد أن يكون ما بقي من اليمن التي نهبتها تابعاً لها، يعني أن تكون اليمن إمارة كإمارة عسير ونجران وجيزان.
وما فات المقبور (المؤسس عبدالعزيز مردخاي بن سعود) بالحرب عام 1934 لا تريد أن يفوت أولاده بالحرب التي حشدت لها المملكة عدواناً عالمياً همجياً، واشترت لهذه الحرب -بفلوسها- قيم السلام والحرية والعدل وكل موروث القيم الإنسانية من عهد أول حضارة حتى الآن.
- السعودية تعكس الفكر الصهيوني، والذي يعني سيادة العالم من قبل يهود، من المحيط إلى الخليج، فهي تلتمس الحيل وتبتكرها في هذا السبيل، مثال ذلك صنيعها مجلس التعاون الخليجي، ويتحدى أن تنشر محاضر أول جلسة لهذا المجلس الذي ألمحت -من طرف خفي- سلطنة عُمان، ثم من خلال الاتحاد المغاربي الذي اشترت السعودية معظم ماسونييه مثل جلالة الملك محمد الخامس، كما اشترت المملكة مؤسسات من اختراعها مثل مؤسسة المؤتمر الإسلامي ومؤسسات أخرى كالجامعة العربية والأزهر وأخرى في الصومال وموريتانيا وأوروبا مثل جامع لندن وباريس وإيطاليا.
- في اليمن حاولت ومازالت تحاول أن تشتري كثيراً من الزعامات السياسية والمشيخية عبر «اللجنة الخاصة» استخدمت لذلك المال، وما لا ينفع بالمال ينفع بالإعدام: إبراهيم الحمدي وصالح الصماد نموذجاً. ولا يعلم الكثير من العرب أن الخلاف بين السعودية ودول الخليج لم يكن السيطرة على النفط كما صنعت مع الكويت إذ احتلت بترول الخفجي، وإنما كانت الخلافات بينها وبين هذه الإمارات المشتتة خلافاً على السيادة، فهي تريد أن تكون هذه الإمارات مجرد مشيخات أو على الأكثر دولاً ذات حكم ذاتي يحكمها العرش السعودي، ولربما لا يعلم كثير من الناس أن تتابع حكومات دولة الكويت وحل هذه الحكومات واحدة تلو الأخرى أن هناك من أبناء الكويت من يعارضون سياسة بني سعود التي تتحكم في القرار السياسي الكويتي.
- السعودية بعبارة أولى وأخيرة تريد أن تسيطر على اليمن، ولقد ظهر ذلك جلياً للعالم والجاهل والمثقف والأمي، أنها بحربها المدمرة الضروس لا تريد أن تعود «الشرعية» المزعومة إلى صنعاء، وإنما تريد أن تظل اليمن «حوشاً» خلفياً أو بالأصح «زبالة» لنفاياتها القذرة، بدليل صنعها في شبوة وحشدها كل قوى العالم كي لا تتحرر مأرب التي إن سقطت بفعل الاحتلال لن تكون لها قائمة.
- إن صمود اليمنيين في جبهات القتال هو الذي كان ويكون بمثابة ضمانة لصمود مقاوم يثبت أن اليمني بضعفه وقلة موارده أثبت ويثبت ألا مكان لأي سيادة منقوصة كما كان ذلك في الماضي، كما أثبت ويثبت أن أي رجل مهما كانت زعامته ووجاهته غير قادر على أن يبيع شرف اليمنيين، والتاريخ الحديث أثبت ذلك. لقد راهنت أسرة بني سعود على أسرة عفاش وكذلك فعلت دويلة عيال نهيان عندما ظنت -وبعض الظن إثم- أنها قادرة على شراء القرار اليمني، فكان أن بصق الشعب اليمني على هذه الترهات وامتشق بندقيته وصاروخه وطائرته المسيرة يدفع عن وطنه أطماع هؤلاء الأعراب.
- كان من أسباب فشل هؤلاء الأعراب عدم قراءتهم للتاريخ واستيعابهم لحقائقه، ولو أنهم تصفحوا بعض سطوره بشكل جاد لما أوردوا أنفسهم هذا المورد المهلك الذي يثبت ألا مكان للغزاة الطامعين في هذا البلد الحبيب.

أترك تعليقاً

التعليقات