اليمن والسعودية
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من حقنا، سعوديين ويمانين، أن نعيش في أمن واستقرار وجيراناً على سرر متقابلين، ومن واجب كل طرف أن يضمن سلامة الآخر.
لقد حدثت محادثات كما يقول المراقبون سراً وعلانية بين السعوديين واليمنيين، وحاولت سلطنة عمان -وهذا شيء واضح- أن تقرب المسافات بين الأطراف والسير على خريطة تفاوضية صريحة؛ ولكن بعض الأطراف لا تريد للسعودية ولا لليمن الخير. والولايات المتحدة كل يوم في شأن، تريد أن تبيع أسلحتها وتحرص على ألا تغلق مصانع السلاح، وهو أمر له منطق صريح، لا يخفى في سياسة أمريكا؛ ولكن بعض الأشقاء يريدون الظهور بمظهر الخدمة المباشرة والسمسرة للآخر، ليأخذوا مال السعودية الشقيقة الكبرى والجميع يعلنها بدون ذكر الاسم، تريد أن تسوق مصالحها كبيت للخبرة والمشورة، وكل له ثمن، بداية من فخامة الرئيس غير انتهاء بمستشاريه وجامعة دوله العربية، والكشوفات كشوفات الخبرة والمشورة واحدة يعرفها من يشتغل بالسياسة. وقال رئيس الجمهورية حينئذ إن على السعودية أن تدفع؛ لأن فلوسهم مثل الرز، وقد عاد حديثاً، فهؤلاء الأشقاء يطلبون الأموال التي تورد إلى حساباتهم البنكية في الخارج زي الرز!
السعوديون يعلمون أنهم خاضعون لابتزاز أمريكي وعربي، وأنهم يخسرون المليارات بين حين وآخر، وعندما يبرد السوق تقوم جمهورية (...) الشقيقة الكبرى بتسخينه، ليدفع الأشقاء السعوديون كثيراً من المال وكثيراً من الابتزاز.
ما ضر السعوديون أن يرضخوا للحق والحقيقة، فتارة يفقهون وتارة لا يفقهون، وهم بأمسّ الحاجة إلى تحقيق السلام المستدام بين اليمن وبلادهم.
موضة جديدة الآن عند السياسيين السعوديين، فعمان وبعض الأصدقاء يطرحون قضية الضمانات من الجانب اليمني كالعادة، والسعوديون بزعامة فهد وسلطان ونائف وإخوانهم وأخواتهم كانوا يطالبون بضمانات من اليمنيين، خايفين من الجمهورية العربية اليمنية، ألا يثيروا جمهورية في السعودية، وهذا فيصل بن عبدالعزيز قال هذا في أكثر من تصريح، واستطاع الجمهوريون على مستوى السياسيين اليمنيين والشعراء والكتاب، وعلى رأسهم ابن الأحمر وأحمد الشامي، أن يطمئنوا السعوديين أن اليمنيين لم يكن في بالهم إقامة جمهورية في السعودية؛ ولكنهم الآن عادوا!

أترك تعليقاً

التعليقات