فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في اليمن نحن بمسيس الحاجة لـ"مركز دراسات الوحدة اليمنية" تفتح فيه كثير من الملفات، ومن ضمنها ملف محادثات إجراء الوحدة، ليستيقن الذين آمنوا بالوحدة، باعتبارها ضمانة لاستمرار الأمن والاستقرار في "شعبين" عانيا كثيراً من التشرذم والتمزق، في ظل أنظمة رجعية وعميلة هما ما أنجزتاه قبل الوحدة من انتهازية صفيقة شهد بها الواقع، وأنانية فجة على درجة من الظهور الصارخ. وسيعنى المركز ضروري الوجود بشهادة سفراء الوحدة الذين كانوا يسفرون بين النظامين على امتداهما شمالاً وجنوباً، سواءً كانت هذه السفارة في عهد الحرب أم السلم... ولما يزل كثير من السفراء أحياءً يمكن الإدلاء بشهاداتهم. ولا ندري إن كانت هذه الشهادات قد تضمنتها مذكراتهم أم لا!
نقول إن غياب مركز يعنى بالوحدة اليمنية سيكون ضمن أسباب "تزوير" التاريخ، خصوصاً ونحن نعيش تحت قوى التآمر على اليمن، وعلى رأسها العدو اللدود لليمن والوحدة اليمنية: المملكة السعودية، صنيعة "إسرائيل" والصهيونية الإمبريالية، تلك التي لما تزل -وعلى حساب شعبها المقهور- تبذل مليارات الدولارات لتدمير اليمن. والمسوغ الثاني لإنشاء هذا المركز تيسير السبل للبحث عن الأسباب التي تعمل على تسعير العداوة والبغضاء والحروب الأهلية بأن أفراد الشعب اليمني الواحد، بسلاح ومدد السعودية التي تؤمن بنظرية تتجاوز حدود العقيدة في أن بقاءها مرهون بعدم الشعب اليمني الذي استمر صموده ومقاومته الباسلة من تاريخه المجيد، ومن ردة فعله الناتج عن العدوان.
لقد وجدت بعض مراكز يمنية كان هدفها الأول تحقيق هذا الهدف النبيل والخطير، ولكن القائمين استدرجهم نظام عفاش بالمال، فتخلوا عن الفكرة بدافع المال وبدافع الخوف من سلبهم المنصب أو إغراء الوجاهة... وارتحلت هذه المراكز إلى ميزانيات، وبلغ ببعضها الأمر إلى كتابة آية قرآنية كريمة هي قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}، إذ عُلقت في لوحة جميلة فوق صورة الزعيم، وفي مكان بارز يراه كل زائر لمركز معروف.
لا يعرف جيل ممتد الكثرة شيئاً عن التاريخ اليمني، لا في الحديث، ولا المعاصر، فمن المسؤول؟!

أترك تعليقاً

التعليقات