فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
استجاب شباب اليمن لدعوة الله ونداء المروءة والشهامة في شهر الخير رمضان، فأقاموا مطابخ في الفضاء الطلق ليقدموا وجبة العشاء للقاعدين في بيوتهم من الفقر لا يسألون الناس إلحافاً ولا يمدون أيديهم حتى عند الضرورة.
واليمن يعاني حالة التجويع والحصار، فإن وجود هذه المطابخ في الحارات يصبح ويمسي ضرورة، والشباب الطباخون لا يطمعون في أكثر من أكياس أرز وبطاطا وبعض الخضار، وواجب أهل الخير تقديم ما يقدرون عليه.
إن كثيراً من الفقراء، في رمضان وغير رمضان، لا يغادرون بيوتهم من التعفف، فلو لم تمتد أيدي الخير لماتوا هم وأطفالهم جوعاً. ومن السهل أن يحذو القادرون حذو شبابنا النبيل، فيجدوا طرقاً أو طرفاً للتكافل الاجتماعي الذي ينزع الغل والسخائم من النفوس. وإذا كان المجتمع اليمني قد عرف التكافل والتراحم، فإنه صنع مؤسسات وحدها مناسبة لهذا الغرض السامي، فوجد أن الوقف طريق سهل لتنظيم الإنفاق الخيري المستمر على الإنسان والحيوان معاً، وها هي «السيدة بنت الصليحي»، المسماة «أروى بنت أحمد»، توقف بعض مال إب لرعاية حيوان المسلمين من حمير وبقر وأغنام، لترعى هذه الحيوانات دون مانع، بل ولعل بعض الناس أوقفوا خيرة أموالهم لمعالجة الحيوان، بما في ذلك الكلاب والقطط، ابتغاءً لوجه الله، وقامت بعض البيوت التجارية في يمننا الحبيب بإنشاء مدينة طبية لمرضى السرطان (قيد الإنشاء)، وأنا أقترح أن يعود الوقف لأهله بعد أن أممه لصوص الحرب والسلام لصالح ذواتهم التي تنافس جهنم: «هل امتلأت؟! فتقول: هل من مزيد؟!».
إن الدولة -حتى اللحظة- عاجزة عن استرداد أموال الوقف. ولا أدري متى يبعث الله تعالى من ينقذ الوقف من أنياب وحوش مدمني أكل أموال الناس بالباطل!
ننتظر تصريح مسؤول الأوقاف ليبشرنا بأن الوقف جهز أموالاً لرعاية الفقراء في رمضان وتنفيذ كسوة العيد لأطفالهم العراة.
والموعد الله.

أترك تعليقاً

التعليقات